للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رغبة الشباب في الزواج وعزوف الآخرين]

أكثر ما يواجهني من المشكلات التي نعاني منها: رغبة شبابنا في الزواج، هذا أمر، وأمر آخر عزوف بعضهم عن الزواج، وقد يكون هذا لأسباب خاصة بهم، أو لأسباب تعود إلى مجتمعهم الذي يعيشون فيه، على كل حال أنا في صف الشباب جملة وتفصيلاً، لكني لا أحملهم إلا في حدود ما يقومون به، أما أن يكون هناك اعتذارات أو اختلاق بعض العقبات والعوارض عن الزواج فهذه أمور ليست بصحيحة، ما أكثر الأسر التي تريد الأزواج الصالحين، وإذا عرضت على بعض شبابنا أن يتزوج تجد بعض الأعذار الواهية في الحقيقة.

ويؤسفنا كل الأسف أننا معشر أهل السنة من أشد الناس تقصيراً في معرفة أهمية الزواج بالنسبة إلينا، نحن أمة أنعم الله علينا بهذه العقيدة فننظر إلى الزاوج لا على أنه متعة أو أنه شهوة بهيمية فحسب، لا والله.

وإنما نريد في اليوم الذي نسمع فيه زواجاً أن توجد أسرة على منهاج سليم، وعلى عقيدة صحيحة تدعو إلى الله ويكون من أبنائها من يحمل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويدعو إلى الإسلام هذا الذي نريد.

ولهذا المخالفون ممن تحركهم أفكار ومبادئ واعتقادات مخالفة للحق ركزوا على هذا الجانب، فأقبلوا على الزواج، بل أقبلوا على التعدد ولا يمكن أن تجد شاباً في سن الخامسة عشرة ولم يتزوج، لكن تجد من أبناء المسلمين الذين نريدهم أن يبادروا بتكوين الأسر الإسلامية لم يفكر بعد في موضوع الزواج، يعيش على هامش الحياة!

أنت عضو ولبنة في مجتمعك يجب أن تسعى لهذا القضية، ولهذه أنا أطالب الشباب ألا يبيتوا هذه الليلة إلا وقد فكروا في موضوع الزواج جدياً، وإذا فكر أعانه الله، وإذا اجتهد وفقه الله، وإذا علم الله حسن نيته يسر له أسباب الزواج، لكن أن يعيش إلى الثلاثين وأكثر من ذلك ويقول: سأتم الدراسة وأؤمن المستقبل وأبني البيت، سأبحث عن شريكة الحياة التي صفاتها كذا وكذا وكذا وقد تكون ليست موجودة في المجتمعات أبداً سبحان الله! أين الواقعية في النظرة؟

وكثير من الناس ابتلوا بهذه النظرات التي هي في الحقيقة من الشيطان؛ لأن الشيطان حريص على أن يبعد الناس عن الزواج، وحريص على أن يكتوي الشباب بلظى هذه الشهوة علهم يزلون ويضلون ليكونوا معه في الجحيم والعياذ بالله!

فهذا أمر ينبغي أن يتنبه له شبابنا، لا بد أن توجد القناعة التامة بأهمية الزواج لدى أبنائنا هذه القضية يجب أن نحرص عليها، وأنا أطالب الشباب بها، كما أطالب -أيضاً- أولياء أمور الفتيات أن يتقوا الله فيهن وأن يبادروا إلى إعفافهن، والله إن حاجة الشباب للزواج -بالذات إذا كان قد وصل إلى مرحلة تشتد فيها حاجته إلى الزواج- لهي أشد من حاجته إلى الطعام والشراب، لأن هذه الشهوة التي ركبها الله في الإنسان من الضروري أن يخرجها، ولابد لها من منفذ، فإما أن تنفذ عن طريق الحلال، وإما أن تنفذ عن طريق الحرام إلا من رحم الله.

فنحن ما دمنا الآن في مشكلات تذكي هذه الشهوات وتزين لشبابنا ضعف الولاء لعقيدته ودينه وضعف إيمانه وصلاحه، وكثرت أسباب المغريات، فانظر كيف تفعل أجهزة الفيديو، وبعض الوسائل الإعلامية في إذكاء هذه الغريزة!

وشبابنا لم يفكر بعد في موضوع الزواج، ويلجأ إلى ما يسمى بالعادة السرية، ونقولها بكل صراحة ولا حياء في الدين وهي قضية ومشكلة ومعضلة اجتماعية لما وقع فيها شبابنا، أصبح شباباً لم يعد لحمل الرسالة التي وجد من أجلها وخلق لتحقيقها، شباب لا يهتم إلا بإذكاء هذه الغريزة من خلال هذه الطريقة، وقد يكون حريصاً على الزواج لكنه يواجه بما يعرف بغلاء المهور.