للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[غلاء المهور]

قضية غلاء المهور هي قضية أخرى وهي قضية طويلة الجذور، لكنها في الحقيقة سهلة العلاج، ما الدافع إلى هذا؟ أولسنا مطالبين باتباع الهدي النبوي في ذلك؟

أولسنا مطالبين باتباع السنة في المهور في المهور كما نطالب باتباع السنة في صلاتنا وزكاتنا وحجنا وصيامنا؟! ألا نطالب باتباع السنة في أمور زواجنا؟

مهر الرسول عليه الصلاة والسلام لزوجاته أمهات المؤمنين ومهر بناته ومهر الصحابيات رضي الله عنهن لم يتعد اثني عشرة أوقية، والاثنتي عشرة أوقية تكون في حسابنا اليوم مائة وأربعين ريالاً فقط -هذا بحسابنا نحن- هذا هو المهر الشرعي الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة من بعده رضي الله عنهم.

أيها الإخوة: الموضوع ذو شجون، والحق أننا لا زلنا في الساحل ولم نلج بعد لجج هذا الموضوع المهم، ونظراً لهذا التشعب الذي اقتضاه الموضوع تحت رغبة الإخوة جزاهم الله خيراً أن يكمل إن شاء الله في الأسبوع القادم في مثل هذا الموعد بإذن الله جل وعلا، لكنني أشترط شرطين:

أولاً: الذي أريده ومن هذا الأسبوع إلى الأسبوع القادم بإذن الله أن مدير مركز الدعوة الشيخ علي، والشيخ فهد إمام هذا المسجد جزاهم الله خيراً يكونان بمثابة مرجع لكل من أراد السير في خطوات عملية في علاج هذه المشكلات، بمعنى: أنه ينبغي على كل شاب راغب في الزواج أن يتقدم ويعرض رغبته وطلبه.

ثانياً: أطالب الآباء الحاضرين وكل من عنده بنات أو قريبات أن يأتي إلى الشيخين -ولا غضاضة في ذلك- ويعرض عليه حاجته إلى التماس بعض أهل الخير وبعض الشباب الصالح للزواج من هؤلاء البنات، وكل فتاة ترغب الزواج ينبغي أن تتصل بهؤلاء المشايخ لعرض قضيتها؛ لأنها أمام أمرين: إما الزواج أو الفساد، وهل نرضى نحن بالفساد؟ لا يجوز أبداً، لا نرضى بهذا والله.

فأيها الإخوة: ينبغي أن نبادر بخطوات عملية.

وأيضاً من الخطوات العملية: أن يكون في كل حي وفي كل مسجد وفي كل مكان من يكون محتسباً في قضايا الإصلاح للمشكلات الاجتماعية وأن يكون مرجعاً في هذا، إما إمام المسجد أو أحد الدعاة والعلماء المعروفين، وعليه أن يقوم بزيارة الجيران وتفقدهم.

حقيقة نحن نعاني من جفاء وانشغال عن مشاكل الناس، حتى بعض المنتسبين للهداية والإصلاح والدعوة ينبغي أن يعيدوا النظر في قضايا دعوتهم وإصلاحهم، فإن الدعوة لا تكون في أبراج عالية، أو بمجرد وسائل محدودة وضيقة، إنما الدعوة بالنزول إلى الميدان، وعرض كل طريق فيه إصلاح للناس وأخذهم من طريق الشر إلى طريق الخير، فكتائب الإصلاح وقوافل الدعوة ينبغي أن تكون في كل حي تنشر الشريط الإسلامي والرسالة الإسلامية والكتاب الإسلامي.

ولا بد من إيجاد يوجد البديل الصالح لقرناء السوء الذين يكثرون في المجتمعات، فإذا أراد الإنسان أن يبحث عن طريق الهداية فإنه قد يجد أمامه عقبات كثيرة، فإذا وجد أن في كل حي ومكان من الأمكنة، وفي كل مسجد من المساجد جماعة وشباب من أهل الخير والإصلاح، ومن أهل الهداية والاستقامة وطلب العلم والقيام بواجب الدعوة إلى الله فسوف يلتف حولهم، وأتمنى ألا آتي في الأسبوع القادم إلا وقد خطوتم في هذا خطواتٍ جيدة فأنا مستعد أن آتي إليكم، أما أن آتي لأجل أن أتحدث فقط ثم نخرج وليس هناك عمل فلا فائدة إذاً.