للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المسلمون في العالم بين الجهود الدعوية والمعاناة]

الحمد لله الذي تفرد بكل كمال، واختص بأبهى جمال، وأعظم جلال.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكبير المتعال، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله المبعوث بكريم السجايا وشريف الخصال، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله.

واعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

إخوة الإسلام! إن المسلم يتفاءل كثيراً بأن المستقبل للإسلام، كما قال سبحانه: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم:٤٧].

وكما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وبشر: {ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار}.

غير أن الواجب على الأمة الإسلامية أن يكون لها مزيد الاهتمام، وبذل جهود أكثر في خدمة الدعوة الإسلامية.

أيها الإخوة في الله! إن لكم في بلاد العالم ولا سيما في العالم الغربي إخوة في العقيدة، يقومون بأعمال دعوية مباركة، عن طريق المراكز الإسلامية، والمؤسسات والجمعيات الخيرية، والصروح العلمية والحضارية، وهم بأمسِّ الحاجة إلى أن يتعرف المسلمون على أعمالهم الطيبة، ويطَّلعوا على مناشطهم الخيرة، ويسهموا معهم بما يحتاجون من دعم ومؤازرة مادياً ومعنوياً.

كما أن لكم إخوة في الدين، في بلاد مرت بهم محن ورزايا، وحروب وبلايا، يحتاجون إلى جهود إعمارية وإغاثية، ودعوية وتعليمية، وأخص بذلك بلاد البوسنة والهرسك المسلمة الصامدة المجاهدة، وليس الخبر كالمعاينة.

فلا تنسوهم وفقكم الله من دعمكم ودعائكم، وسائر إخوانكم المضطهدين في دينهم في كل مكان.

ألا وإن من التحدث بنعم الله والعمل بقوله صلى الله عليه وسلم: {لا يشكر الله مَن لا يشكر الناس} أخرجه أبو داود والترمذي.

فالشكر بعد شكر الله عزَّ وجلَّ لكل من جعل الدعوة قضيته، ونصرة دين الله همه ومهمته، ممن يبذلون الجهد المشكور، والعمل المذكور، وعند أهل الإنصاف غير منكور، من الجنود المغمورين، من أهل الخير والدعوة والإصلاح، ممن آثروا العمل بصمت ابتغاء ما عند الله.

ولا يُنسى الدور الفاعل لبلاد الحرمين الشريفين حرسها الله في هذا المضمار، فلا تكاد توجد دولة من دول العالم إلا ولها فيها مركز أو مسجد أو صرح علمي أو حضاري أو إسهام دعوي أو خيري أو إغاثي، جعله الله خالصاً لوجهه الكريم، وضاعف مثوبتها، وزادها من الخير والتوفيق بمنه وكرمه.

ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النبي المصطفى، والرسول المجتبى، والحبيب المرتضى، كما أمركم بالصلاة والسلام عليه ربكم جل وعلا، فقال تعالى قولاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله.

وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمِنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا وولي أمرنا.

اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم يا سميع الدعاء.

اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا، والزلازل والمحن، والأمراض والأوبئة يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام، وجنبهم الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم انصر إخواننا المسلمين والمضطهدين في دينهم في كل مكان.

اللهم انصرهم في كل مكان يا قوي يا عزيز.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.