للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسئولية الإعلام في تحقيق مصالح الأمة]

أيها الإخوة المسلمون: أما وسائل الإعلام في عصر التفجر الإعلامي، وثورة المعلومات والتقنيات، فمسئوليتها من أعظم المسئوليات، ولا سيما القنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية، فالله الله -أيها التربويون- في استثمارها لخدمة ديننا الحنيف.

وإن الغيورين ليأسفون أشد الأسف على المهازل الرخيصة، والجنوح اللامسئول مسئول بهذه الوسائل الإعلامية إلى ما يفرز ضد الأجيال إلى ما لا تحمد عقباه، في أعز ما تملكه الأمة في قدرات شبابها وفتياتها، فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله!

معاشر الأحبة: إن للإعلام دوراً كبيراً في تشكيل عقول الأفراد، وتحديد معالم الشخصيات، وتوجيه السلوكيات، وغرس القيم والأهداف بما يحقق المصالح الخاصة والعامة، فليتق الله القائمون على وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فلا يقدم لأفراد الأمة ومجتمعاتها إلا كل ما يدعو إلى الخير والفضيلة، ويرسخ القيم الإسلامية الأصيلة، والمبادئ القويمة، والمُثلُ العظيمة، وعليهم أن يستنقذوا أبناء هذه الأمة من التشويش الفكري، والغبش العقدي، والعفن الأخلاقي، الذي ينعكس على حياتهم العملية، وسلوكياتهم اليومية، مما تعج به سماء القضاء، ويرتج منه الأرض والأجواء، فرحماك ربنا رحماك!

أيها الإعلاميون: الأعلام نبض الأمة، ومرآة المجتمع، فراعوا مسئولية الكلمة، وأمانة الحرف، وموضوعية الطرح، وشفافية الحوار، ومصداقية الرؤى، واعلموا أنه بالمبادئ والقيم وبالعقيدة والإيمان يتميز الإعلام عند أهل الإسلام، فكم تعاني المجتمعات البشرية اليوم من جرائم وحوادث، وكم تجرعت من ويلات وكوارث، لماذا ارتفعت معدلات الجريمة بما يذهل العقول؟ لم يكن ذلك ليحدث إلا لما أهمل الإنسان مسئوليته.

إن من مسئوليات الأمة العظمى التصدي لألوان الغزو السافر، ضد عقيدتنا ومقدساتنا، والإبانة عن الموقف الحق ضد الحملات، التي تشن ضد ديننا وقيمنا ومبادئنا، والوقوف بحزم وحصانة، ورعاية وصيانة، لصد اخطبوط العولمة المفضوحة، بالحفاظ على مميزاتنا الحضارية، وثوابتنا الشرعية، والتصدي القوي لما تقوم به الصهيونية العالمية، في دعم من القوى الدولية، ضد مقدساتنا في فلسطين المسلمة، وما يقوم به أشياعهم في كشمير والشيشان، فمسئولية مَنْ مواجهة هذه الغطرسة الصهيونية الآثمة؟ وهذه الهجمة العدوانية العنصرية ضد أمتنا الإسلامية؟

إن كلاً منا على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قِبَله.