للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[محاذير في السفر]

أخي المسافر الكريم: تجنب المحاذير الشرعية من منكرات الحظر والسفر التي نهانا عنها الله جلَّ وعلا في كتابه، وحذرنا منها رسوله صلى الله عليه وسلم؛ تجنب الشرك بالله، فلا تخف إلا الله، ولا ترجو إلا الله، فلا تسافر إلى الأضرحة والقبور، ولا تدع أحداً من دون الله.

إياك والربا، اجتنب المرابين والربا، ولا تقربوا الزنا فإنه من أقبح الأمور وأعظم الآثار والشرور.

حذاري من الخمور والمسكرات وتعاطي المخدرات، فإنها خرابٌ للدين ودمارٌ للعقل، وكيف يسعى في جنونٍ مَنْ عَقِل إنها بغيضة إلى الرحمن، ورجسٌ من عمل الشيطان.

لا تتعامل بالحرام، ولا تتاجر فيما يسخط الملك العلام، فقد ذكر صلى الله عليه وسلم: {الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟!} خرَّجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

لا تسافر مع الذين أترعت قلوبهم بحب الشهوات، ولا ترافق الذين خلت أفئدتهم من مراقبة رب الأرض والسماوات: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:٢٧].

أيها المسلمون: من الناس من يطلق لنفسه وأسرته العنان في السفر إلى بلاد موبوءة؛ ليفتن نفسه بالشهوات المحرمة، والأفعال الآثمة، والمظاهر المخزية، والأعمال المردية، في مواخير الفجور والزنا، وحانات الغي والخنا، في دهاليز الميسر والقمار، وفي مستنقعات العار والشنار، بعيداً عن أنظار الخيرين، وأهل الفضل المصلحين، فاحذروا مواقع الزلل وأماكن الخطأ والخطل.

بل لقد وصل الحال ببعضهم وببعضهن أن تنزع جلباب حيائها قبل أن تغادر أرض بلادها، ولا حول ولا قوة إلا بالله! فيا من أخفيت نواياك في سفرك عن البشر! ويا من قصدت مكاناً لا تقع فيه تحت عينٍ ونظر! ألا تخشى سطوة رب البشر، وأنت تبارزه بالقبائح، وتعامله بالفضائح؟!

ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب