للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر الصيام على المسلمين تجاه قضاياهم الإسلامية]

إخوة الإسلام، أمة الصيام والقيام: ما أجدر الأمة الإسلامية وهي تودع هذه الأيام موسماً من أعز وأحلى وأفضل وأغلى أيام وليالي العمر! ما أحراها وهي تودع شهرها أن تودع الأوضاع المأساوية والجراحات الدموية التي أصابت مواضع عديدة من جسدها المثخن بالجراح! ما أحرها أن تتخذ الخطوات الجادة والعملية لوقف نزيف الدم المسلم المتدفق على ثرى الأرض المباركة فلسطين المجاهدة، وفي بلاد الشيشان، وكشمير المسلمة!

فهل يعجز المسلمون، وهم أكثر من مليار مسلم أن يتخذوا حلاً عاجلاً يحقن دماء المسلمين، ويعيدوا لهم أمنهم ومجدهم وهيبتهم بين العالمين؟!

هل تودع الأمة الإسلامية -وهي تودع شهرها- التخاذل الكبير تجاه قضيتها الأولى، قضية أولى القبلتين، ومسرى سيد الثقلين المسجد الأقصى المبارك، أقر الله الأعين بفك أسره وقرب تحريره، الذي يرزح تحت وطأة العدوان الصهيوني الغاشم، ويستنجد ولا مجيب! ويستغيث ولا ذو نخوة يتحرك؟! فإلى الله المشتكى، ومنه وحده الفرج، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

وعلى صعيد القضية الأفغانية: هل تودع الفصائل الأفغانية خلافاتها؟ وتتحد على من يحكمها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حقناً لدماء المسلمين؟ وحفظاً على أمن بلادهم، وسلامة الشعب الأفغاني المسلم من التشرد والتهجير؟!

هل تودع الأمة الإسلامية في وداع شهرها مآسي الأقليات الإسلامية في بقاع شتى من العالم؟!

نرجو أن يكون ذلك قريباً بإذن الله، وهذا والله ليس بعزيز، فالآمال معقودة بعد الله على قادة المسلمين وعلمائهم وأهل الحل والعقد فيهم لبذل المزيد من الجهود لإعزاز دين الله، ونصرة قضايا المسلمين في كل مكان، لا سيما بعد ما شهد المتابعون أحداثاً عالمية، ومجريات دولية، كان لها أثر بالغٌ على أوضاع المسلمين في العالم.

فهل تودع الأمة تلك الحملات الإعلامية المغرضة ضد الإسلام وأهله وبلاده ومقدساته، لا سيما بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله؟! وهل تُسْتَثْمَر الطاقات العلمية والدعوية والتقنيات المعاصرة الإعلامية لنشر محاسن الإسلام، ورعايته لحقوق الإنسان، وإرسائه معاني الحق والعدل والسلام، ومجانبته مسالك العنف والإرهاب، في ظل تداعيات العولمة العارمة التي توشك أن تأتي على بنيان ثوابت أمتنا من القواعد، وفي ظل ما يسمى بصراع الحضارات والتلاعب بالمصطلحات؟!

هل يوضع حدٌّ للإرهاب على مستوى الدولة الذي تمارسه الصهيونية العالمية على مرأىً ومسمعٍ من العالم؟!

يا زعماء العالم! يا صُنَّاع القرار! يا أهل الرأي العام الإسلامي والعالمي والدولي! أيها العقلاء والمنصفون: لقد أكدت الأحداث أن من لم يتعظ بالوقائع فهو غافل، ومن لم تقرعه الحوادث فهو خامل!