للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فتنة النساء وواجب المسلمين تجاه الحملة العالمية]

فيا أيها العقلاء! اعتبروا واحذروا، وعوا ولا تخدعوا، فالسعيد من وعظ بغيره، واعلموا أن نكبة الأمة اليوم في مجتمعاتها، وإخفاقها في أخلاقها، وانتكاسها في سلوكياتها، لم تكن إلا بعد أن نكبت في نظام أسرها، وفساد تربيتها لنسائها.

وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: {ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء} متفقٌ عليه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وقال صلى الله عليه وسلم: {فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء} أخرجه مسلم في صحيحه.

فهل تعمل البلاد الإسلامية والمؤسسات والمنظمات الخيرية على تبني قضايا المرأة المسلمة، ومواجهة التحديات بمزيدٍ من الدراسة والتنسيق، والتأصيل والتحقيق الدقيق، والبرامج العملية الناجحة التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النظم الاجتماعية المحافظة، هي القلعة الحامية بإذن الله من السقوط والانهيار؛ لأن الارتباط بها ارتباط وجودٍ وهوية، وهو ما يتطلب وعياً عميقا، ويقظة دائمة، ونوايا مخلصة.

وحفظ الله نساء المسلمين من كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، وكان سبحانه في عون العاملين لنصرة دينهم، وخدمة قضايا أمتهم، إنه خير مسئولٍ وأكرم مأمول.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:٦].

بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفوراً.