للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقفة لمراجعة دراسة الشمائل المحمدية]

إخوة العقيدة! إننا بحاجة إلى تجديد المسار على ضوء السنة المطهرة، وتصحيح المواقف على ضوء السنة العطرة، والوقوف طويلاً للمحاسبة والمراجعة، نُريد من مطالعة السنة والسيرة، ما يزيد الإيمان ويُزكِّي السريرة، ويعلو بالأخلاق، ويقوم المسيرة.

يُخطئ كثيرون حينما ينظرون إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته، كما ينظر الآخرون إلى عظمائهم في نواحٍ قاصرة محدودة بعلم أو عبقرية أو حنكة، فرسولنا صلى الله عليه وسلم قد جمع نواحي العظمة الإنسانية كلها، في ذاته وشمائله وجميع أحواله؛ لكنه مع ذلك ليس رباً فيقصد، ولا إلهاً فيعبد، وإنما هو نبي يطاع، ورسولٌ يُتبِّع.

أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله} إن من المؤسف حقاً أن بعض أهل الإسلام لم يقدروا رسولهم صلى الله عليه وسلم حق قدره، حتى وهم يتوجهون إليه بالحب والتعظيم، ذلك أنه حب سلبي لا صدى له في واقع الحياة، ولا أثر له في السلوك والامتثال.