للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأمر بلزوم الاتباع من أقوال السلف الصالح]

وللسلف الصالح رحمهم الله في هذا المجال من الأقوال والأفعال ما يوضح الاتباع العام للقرون الخيرة، ويقدم للمسلمين في كل زمان ومكان المثل الأعلى الذي ينبغي عليهم أن يستلهموا منه المسار والاتجاه.

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [[اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كُفِيتم]].

ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: [[ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع، وتموت السنن]].

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: [[كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة]].

وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: [[سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سنناً، مَن عمل بها فهو مهتدٍ، ومَن استنصر بها فهو منصور، ومَن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً]].

وقال الإمام مالك رحمه الله: [[لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها]].

وقال بعض السلف: [[الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على مَن اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام]].

إخوة العقيدة والإيمان: واليوم لما استحكمت غُربة الدين، وقَلَّ أعوانُه وأنصارُه، وكَثُر أعداؤه وألِدَّاؤه، وضعف إيمان أهله، واشتغلوا عنه بغيره، وكَثُر دعاة السوء، وأرباب البدع والخرافة، لما حصل ذلك تغيرت الأحوال، فعاد المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، والسنة بدعة، والبدعة سنة، وانتشرت البدع بين الناس، وسرت في قلوبهم وعقولهم، كما تسري الدماء في أبدانهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله!