للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وآدابها]

معاشر المسلمين: ومما ينبغي أن يعلم أن ما يعتقده بعض الحجاج من أن زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ المدينة من لوازم الحج خطأ بين، فليست الزيارة من لوازم الحج، ولا علاقة لها به، وليست واجبة، وما يذكر من أحاديث في ذلك فهي مكذوبة موضوعة لم تثبت عند المحدثين الثقات كما يروى: {من حج فلم يزرني فقد جفاني} ونحوه.

أخي الزائر الكريم: يا من عزمت على زيارة مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم! هنيئاً لك زيارة طيبة الطيبة، مأرز الإيمان، ومهاجر المصطفى من ولد عدنان عليه الصلاة والسلام، الحبيب المجتبى بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، لكن عليك أن تعلم أن من أراد الزيارة فعليه أن يقصد المسجد النبوي الشريف في أي وقت للصلاة فيه، ومن ثم السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما بأدب واحترام، وخفض صوت، ولا يلزم أن يصلي فيه أوقاتاً متعددة كما يتوهمه بعض العامة، ولا يجوز التمسح بالحجرة النبوية أو غيرها من الأماكن كما يفعله بعض الناس هداهم الله، فينبغي للحجاج أن يلتزموا في كل أفعالهم سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويحذروا كل الحذر من الأمور المبتدعة والمحرمة في الشرع، لقوله صلى الله عليه وسلم: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} خرجه مسلم في صحيحه وبذلك يكون حجهم مبروراً، وسعيهم مشكوراً، وذنبهم مغفوراً ويتحقق لهم وعد الله بإعادتهم من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، وما ذلك على الله بعزيز.

بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفوراً.