للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحوال المسلمين في العصر الحديث]

أمة الإسلام: إن تقليب صفحات تأريخنا المعاصر، وأوضاعنا المعاصرة يعطي صورة مأساوية لما آل إليه أمر المسلمين في كثيرٍ من الأقطار، ما هي أحوال إخوانكم في البوسنة والهرسك الذين وصلت قضيتهم أوج خطورتها، وبلغت حداً لا يسع السكوت عليه، بل ولا نكتفي بالشجب والإدانة؛ لأن الأمر خطير جد خطير ضد عقيدتهم وحرماتهم وأموالهم وبلادهم ومقدراتهم، لقد عمل فيهم عباد الصليب أعمالاً فظيعة؛ هدموا مساجدهم، وعبثوا بمقدراتهم، وأخرجوهم من ديارهم لا لشيء إلا لأنهم يقولون: ربنا الله، آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى، وملايين المشردين لا لشيء إلا لإيمانهم بالله عز وجل وتمسكهم بإسلامهم، ناهيك عن انتهاك الأعراض وسلب الأموال ومصادرة الحريات، وبث الرعب والقلق والاضطراب، لماذا يحصل هذا أمام سمع العالم وبصره؟! فلا مراعاة للحقوق، ولا التزام بالمعاهدات، ولا وفاء للأعراف الدولية، ولا التزام بدينٍ ولا خلق ولا رادع.

إن إخوانكم هناك -يا عباد الله! ويا حجاج بيت الله! - ينادون: وا إسلاماه! يستدرون عطفكم وشفقتكم، فحذار أن تخذلوهم، إننا لنتساءل: أين العالم عن هذه المأساة؟

أين المسلمون عن الانتصار لإخوانهم؟

أين أدعياء حقوق الإنسان والمتبجحون بالإنسانية؟

لو قتل علجٌ واحدٌ من أعداء الإسلام لقامت الدنيا ولم تقعد، ولاشتغلت وسائل الإعلام بالحديث حوله، والمطالبة بالإفراج عنه أو الانتصار له، ولكن الدم المسلم أرخص الدماء ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلى الله المشتكى، والمسلمون في كثير من البقاع لا بواكي لهم.

هل قتل علجٍ واحد جريمة لا تغتفر

وقتل شعبٍ مسلم مسألة فيها نظر

إننا نطالب باسم المسلمين جميعاً، وباسم حجاج بيت الله الحرام قادة المسلمين وحكام العالم: أن يبذلوا جهودهم للإفراج عن إخواننا في البوسنة والهرسك، وأن يتدخلوا عملياً لإنقاذ البقية الباقية من إخواننا المسلمين هناك، نصرة للمظلوم وانتقاماً من الظالم.

كما أن واجب المسلمين الدعاء لإخوانهم والضراعة إلى الله أن ينصرهم ويفرج عنهم، وأن يبذلوا أموالهم -لا سيما الأثرياء- لدعم إخوانهم هناك، فهم في أمس الحاجة إلى الدعاء والغذاء والكساء والماء والدواء.

وإذا قلبت صفحة أخرى من مآسي المسلمين وجدت ما يماثل ذلك أو يقاربه، ما هي أحوال المسلمين في كشمير؟

لقد قضى عليهم الوثنيون لطمس هويتهم، وتشريدهم من ديارهم، وحرمانهم من ممتلكاتهم، عملوا فيهم قتلاً وتشريداً.

ما هي أحوال المسلمين في بورما وفي الفليبين وفي الصومال؟

ولا ننسى قضيتنا الأولى قضية فلسطين الجريحة، والمسجد الأقصى المبارك، ما هي أحوال المسجد الأقصى يا حجاج بيت الله الحرام؟!

هذه إسرائيل الحثالة البشرية والشرذمة الصهيونية من شذاذ الآفاق، وحثالة العالم، وقتلة الأنبياء، وإخوان القردة والخنازير تريد التوسع لنشر مذهبها الباطل، ودينها المحرف، وبناء هيكلها المزعوم، وإن ننسى فلا ننسى المجزرة البشعة التي وقعت لإخواننا في فلسطين في شهر رمضان المبارك وهم صائمون مصلون لله الواحد القهار.

كل ذلك على حساب المسلمين وبلادهم، ما هي أفعال اليهود في فلسطين؟

إنه امتداد حلمها في الانتشار في العالم الإسلامي، ألا شاهت وجوه الصهاينة.

أيعجز المسلمون وهم أكثر من مليار مسلم أن يقفوا أمام هذه الحفنة القليلة؟! ولكن إلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.