للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة التوبة]

إخوة العقيدة: إن السعيد كل السعادة، من وفق في هذه المواسم المباركة، للتوبة النصوح، المستوفية لشروطها، المتضمنة الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه مرة أخرى.

وإن الغانم كل الغنيمة من بدأ حياة جديدة، وفتح صفحة ناصعة بالأعمال الصالحة، بعد هذا الموسم العظيم، وعاهد ربه -عهداً أكيداً- أن يستمر على طاعته إلى الممات امتثالاً لقوله عز وجل: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:٩٩].

فإلى متى الغفلة يا عباد الله؟! وإلى متى الإعراض عن شريعة الله واتباع الأهواء والشهوات؟!

إلى متى هذا كله؟! أتسركم حالتكم هذه؟! أيرضيكم ما وصل إليه العالم الإسلامي اليوم؛ نتيجة الغفلة والبعد عن الله، والفرقة والاختلاف؟!

ألا يؤرقكم، ويقض مضاجعكم ما وصل إليه أعداؤكم من حال تحزن الصديق؟ وما يكيدونه لكم ولدينكم؟!

والسبب أنتم أيها المسلمون! السبب ما كسبت أيديكم، وما جنته أنفسكم؛ من تفريط في جنب الله، وعدم مبالاة بأوامره، ولا حول ولا قوة إلا بالله! {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:٣٠] {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:١٦٥].