للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمور حثنا الله بها على العمل الصالح]

اتقوا الله -يا أمة الإسلام- واعملوا صالحاً، فقد نَدَبَكم ربكم تبارك وتعالى إلى العمل الصالح بأساليب متعددة:

فتارة: بالأمر الصريح به.

وأخرى: بذكر مصير أهله في الآخرة وحالهم في الدنيا.

وتارة: بتعليق الجزاء به، قال تعالى: {وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [يس:٥٤].

وتارة: يخبرنا باطِّلاعه على أعمالنا، كما قال تعالى: {إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:٥١].

وأخرى: يخبرنا أنه وكَّل بنا حَفَظَة يكتبون أعمالنا.

وتارة: يخبرنا أننا قادمون عليه، فنجد ما عملناه يوم القيامة ونراه ونقرؤه.

وتارة: يخبرنا بأن الإنسان يعمل لنفسه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت:٤٦] إلى غير ذلك من الأساليب المتناثرة في القرآن المجيد، وهي جلية لمن تدبر كتاب الله.

فعليكم -عباد الله- بالتزود من الأعمال الصالحة ما دمتم في زمن الإمهال، واحذروا ما يعوقكم عن الأعمال الصالحة، كالنفس الأمارة بالسوء، والشيطان الرجيم، وأعوانه من الجن والإنس، وأهوائهم وشبهاتهم وأمانيهم، والدنيا الدنية وشهواتها.

عباد الله: توبوا إلى ربكم توبة نصوحاً، وداوموا على الأعمال الصالحة التي عملتموها في شهر رمضان، وإياكم والإعراض بعد الإقبال، والغفلة بعد الطاعة {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر:١٩].

اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأجرنا من العذاب الأليم, وثبِّتنا على الصراط المستقيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه يغفر لكم، وتوبوا إليه يتب عليكم، إنه هو التواب الرحيم.