للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إيمان السلف سطَّر التاريخ نتائجه

ولهذا أمر الله المؤمنين -وهم مؤمنون بالله- بالإيمان، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ} [النساء:١٣٦] ويوم كان المسلمون متمسكين بدينهم وعقيدتهم، وقد صدقوا في إيمانهم قولاً وعملاً، حصل لهم ما حصل مما سطره التاريخ الإسلامي وشهد به العدو قبل الصديق من عزة وفتح، ونصر وقوة، ويوم تخلى كثير من المسلمين عن الصدق في الإيمان واكتفوا منه بالاسم، وضعف الإيمان في نفوسهم؛ تفرقت كلمتهم، وتحكمت فيهم أهواؤهم، وسلط عليهم أعداؤهم، وانتشرت بينهم الفتن والمنكرات، وكثر دعاة الضلال، والتبس الحق بالباطل، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

فكل بلاء وفتنة، وكل مشكلة ومعضلة إنما سببها فقد الإيمان، أو ضعفه من المنتسبين إليه، وما أصيب المسلمون اليوم بأشد مما أصيبوا به من قسوة القلوب، وضعف الإيمان، وانخداعهم بأنفسهم إلا حين اكتفوا من الإيمان باسمه.

إنَّ من فكر في حياة المسلمين اليوم، وتأمل واقعهم اليوم، وجد كثيرين منهم مسلمين بلا إسلام، ومؤمنين بلا إيمان، إلا أن يشاء الله.

فاتقوا الله -عباد الله- وعودوا إلى دينكم، واصدقوا في إيمانكم، فإنه والله لا سعادة ترتجى، ولا خير يبتغى، ولا عز يرتضى إلا بالإيمان الصادق بالله عز وجل، الذي تنعكس آثاره على أهله، وبغير ذلك فالخسارة كل الخسارة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:١ - ٣].

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.