للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مرامي الحج السامية]

الحمد لله الملك القدوس السلام، أحمده تعالى وأشكره على ما هدانا للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فرض على عباده حج بيته الحرام، ورتب على ذلك جزيل الأجر والإنعام، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله سيد الأنام، وخير من صلى وزكى وحج وصام، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا إخوة الإسلام: ويا حجاج بيت الله الحرام! اتقوا الله جل وعلا، واشكروه على ما هداكم للإسلام، وشرع لكم من مواسم الرحمة والغفران.

عباد الله: في هذه الأيام المباركة، تشرئب الأعناق وترنوا الأبصار، وتنجذب القلوب، وتتجه الأنظار، وتهوي الأفئدة وتطلع النفوس المسلمة إلى هذه البقاع الشريفة، التي هيأها الله لعباده، واختارها لتكون عرصاتها محلاً للمناسك، فهذه قوافل الحجيج، وطلائع وفود الله، أتت من كل فج عميق، أتوا عبر القارات والبحار، وقطعوا الفيافي والأجواء والقفار، ليشهدوا منافع لهم، يدفعهم الإيمان وتقودهم الرغبة، ويحدوهم الشوق، ويحفزهم الأمل فيما عند الله جل وعلا، استجابة لأمر الله سبحانه على لسان خليله عليه السلام: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج:٢٦] {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج:٢٨] ومصداقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: {من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه} أخرجه في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيهما عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة}.

فهنيئاً لكم -يا حجاج بيت الله الحرام- سلامتكم ووصولكم، وتيسر قدومكم، وحصول مأمولكم.