للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الواجب على الأمة الإسلامية في الجهاد الأفغاني]

إني أستحث في المسلمين غيرتهم ونخوتهم؛ ليتحركوا لمساعدة إخوانهم ويقوموا بنصرة أشقائهم من المجاهدين والمهاجرين؛ حيث النساء الثكالى، والأطفال اليتامى، والأرامل والمعوقين والمشوهين، فلا يحقرنَّ أحدكم شيئاً يقدمه لهم ولو قل، من مال أو عين، أو دعاء صادق، فهم بحاجة إلى دعواتكم المخلصة، ولو أن كل مسلم صرف من كل مرتب يتقاضاه ريال واحداً لاجتمعت الملايين، وهذه لجان جمع التبرعات تفتح أبوبها في كل مكان -الحمد لله- بقبول المساعدة والصدقات والزكوات، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه، وكيف ينام المسلم قرير العين يتقلب في نعم الله صباح مساء وإخوانه يعيشون حياة القصف والقتل والتشريد؟!

أمة الإسلام: إن المعركة التي يخوضها إخواننا في العقيدة، هي معركة بين الإسلام والإلحاد، فلا بد من التكاتف والتعاون معهم، وكلٌ على ثغر مهم، فولاة الأمر من الحكام والقادة يبذلون جهودهم لانتشال مخالب الإلحاد من أرض أفغانستان المسلمة، ويطالبون بحقوقهم العادلة في المجامع الدولية، والمحافل العالمية، والمؤتمرات الإسلامية.

والعلماء والدعاة يبينون للأمة مكانة هذا الجهاد، ويحثون المسلمين على نصرة إخوانهم، ويشاركون في تصحيح المسار، وتفادي الأخطاء الهامة، ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام تعتني بتغطية أخبار المجاهدين بصدق وإخلاص، وتنشرها للمسلمين دون تقصير أو تعتيم، وكل من استطاع تقديم خدمة من الأطباء والخبراء ونحوهم؛ فليقدم ولا يحجم.

أما أثرياء المسلمين فإننا نذكرهم، بأن خير ما أنفقت فيه الأموال هو الجهاد في سبيل الله، وتجهيز الغزاة بما يحتاجونه من عدة وعتاد، وهذا والله هو الذي يبقى لهم ذخراً عند الله حين يتمنون ولو حسنة واحدة، وهذا خير من أن تنفق في البذخ والإسراف والمباهاة، وتبدد هنا وهناك من الوجوه غير الشرعية؛ في الوقت الذي يموت فيه عشرات المسلمين يومياً من الجوع والفقر والحاجة.

فإلى المتاجرة مع الله أيها المسلمون! إلى الصفقة الرابحة أيها الأثرياء! فأنتم مدعوون إلى المساهمة والمرابحة.

يا أمة الإسلام: حيّ على الجهاد بأموالكم وأنفسكم، فصيحات إخوانكم، ونداءات أشقائكم تملأ أفواههم، وقبل ذلك وبعده نداء ربكم جل وعلى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ} [التوبة:١١١] وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف:١٠ - ١١].

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين، وجعلني وإياكم من عباده المجاهدين، وحزبه المصلحين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.