للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أنواع الجهاد]

الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

أما بعد:-

عباد الله: اتقوا الله واعلموا أن للجهاد في الإسلام أفقاً واسعاً، ونطاقاً شاسعاً، وهو أنواع متعددة: بالنفس والقلب والجنان، والدعوة والقول والبيان، والسيف واليد والسنان، والمال والقلم واللسان، والقدوة الحسنة والتربية السليمة، وهو كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله على أربعة مراتب:

جهاد النفس بالعلم النافع والعمل الصالح، وهو نقطة البداية لجهاد الأعداء.

جهاد الشيطان بدفع ما يلقي من الشهوات والشبهات.

جهاد الكفار.

جهاد المنافقين.

وواجب على كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع على قدر المستطاع، وأن يروض نفسه ويعدها إعداداً معنوياً وحربياً للجهاد في سبيل الله، فلن تعاد الحقوق المسلوبة، والديار المغصوبة إلا بذلك، وإنه وإن طال ليل الظلام، وتعاقبت المحن والفتن والآلام؛ فإن ذلك يحمل في طياته بوارق الفجر لغد مشرق إن شاء الله، فكونوا يداً واحدة مع إخوانكم المجاهدين في سبيل الله على أرض أفغانستان وغيرها من بقاع المسلمين.

وإننا حين نذكر جهاد إخواننا في بلاد الأفغان فإننا لا ننسى قضية المسلمين الكبرى، قضية المسجد الأقصى، القبلة الأولى ومسرى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، بل ولا ننسى جهاد إخواننا المضطهدين في دينهم، والأقليات الإسلامية في كل مكان، وضحايا الجفاف والمجاعة في البلاد الأفريقية، ونحث على مساعدتهم ومعاونتهم، وإنه لمن فضل الله على هذه البلاد المباركة حكومة وشعباً وقوفها مع المجاهدين في أفغانستان، ودعمها للحقوق العادلة في كل مكان، فلها من المواقف الطيبة والمشاعر النبيلة والدعم المادي والمعنوي ما شهد به العدو قبل الصديق، وتلك نعمة ينبغي التحدث بها وشكرها وبذل المزيد فيها قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:٦٩].

ألا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على إمام المجاهدين، ورسول رب العالمين، كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين والشيوعيين والملحدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.

اللهم وفق إمامنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، وأعلِ به دينك، اللهم وفق إمامنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك وأعلِ به دينك، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء!

اللهم أقر أعيننا بصلاح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أفغانستان، اللهم عجل بنصرهم، اللهم اربط على قلوبهم واجمع كلمتهم، وزلزل الأرض من تحت أقدام أعدائهم يا قوي يا عزيز! اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والكفر والإلحاد، إنك قريب مجيب الدعاء يا رب العالمين!