للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المخدرات سلاح قوي لأعداء الإسلام]

أمة الإسلام! ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فنحن في هذا العصر أمام مؤامراتٍ خطيرة، وشبكات وعصابات إجرامية، وهجمات شرسة, ومخططات عدوانية حاقدة، يشنها أعداء الإسلام على أبناء المسلمين وبلادهم، فلجأوا بشتى الوسائل إلى محاربة المسلمين، وقد استخدموا طرقاً ماكرةً، وأسلحة فتَّاكةً خفيةً هي في الحقيقة أخطر من المدافع والصواريخ؛ لأنها تقضي على الأمة في أعز ما تملك تقضي على العقول، وتلوث الأفكار، وتغزو المبادئ، وتهدم المعنويات، إنها معولٌ لهدم أخلاق عدة الأمة، وقلبها النابغ، وشريانها المتدفق من شبابها، سواعد بنائها، وعدة مستقبلها، ورجال غَدِهَا، وبناة حضارتها، فالوعي الوعي -يا شباب المسلمين- أمام ما يُحاك ضدكم من مؤامرات، وما يُجلب إليكم من تحديات.

لقد أجلب أعداء الإسلام وأشياعهم من ضعاف النفوس، وعديمي المروءة، ومشيعي الفساد في الأرض، المحاربين لله ورسوله، المؤذين لعباده وأوليائه، بالترويج لآفة المخدرات المدمرة، تلك الجريمة الخطيرة التي تمثل مشكلة العصر الحاضر وكفى؛ لأن من ورائها دعاة الجريمة، والمفسدين في الأرض، الذين أشاعوا هذا السم الزعاف، والوباء الفتاك، وسقوه أبناء المسلمين بملئ أفواههم.

لقد فشت هذه الجريمة في المجتمعات فشواً عظيماً، وبلغت مبلغاً عظيماً، وحطَّمت الأرقام القياسية، والإحصاءات المذهلة من المدمنين، وتطالعنا الإحصاءات أن نصف شباب المجتمع في بعض البلاد يتعاطون الخمور والمخدرات، وقد دعت هذه الإحصاءات المذهلة دول العالم بأسرها لمنع التعامل بالمخدرات تعاطياً وبيعاً، تناولاً وترويجاً، زراعةً وإنتاجاً، ووضعت لذلك العقوبات الرادعة؛ لحماية مجتمعاتها من هذا الوباء الفتَّاك، وهذا البلاء المدمر.

وقد تفنن أعداء الإسلام بتصدير هذا الوباء إلى مجتمعات المسلمين، فألبسوه شتَّى الألبسة، وسموه الأسماء البراقة، ونوعوه أنواعاً مختلفة جذابة، ومهما كان الأمر! فالطريق والهدف واحد، الكل له آثاره وعواقبه السيئة على الفرد والمجتمعات.