للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض الآيات والأحاديث التي جاءت بذكر العبادة والتنويه بشأنها]

أيها الإخوة في الله! لِعِظَم شأن العبودية، والعبادة لله سبحانه وتعالى زخر كتاب الله سبحانه وتعالى بذكرها والأمر بها، وحث الناس على القيام بها، وبيان آثارها، والتحذير من تركها والتهاون بها، والتحذير مما يناقضها أو ينقصها.

يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:٥٦] وهذه آية عظيمة في كتاب الله -سبحانه وتعالى- يجب علينا أن نضعها -دائماً- أمام ونصب أعيننا؛ لأنها تضبط تحركات الإنسان، فإذا تحرك المسلم في أمر لا يُرضي الله سبحانه وتعالى فإنه يُحجم عنه، يتذكر أنه خلق للعبادة، وهذا يتنافى مع العبادة، فمن كان قلبه حياً؛ فإنه يعود إلى الله سبحانه وتعالى، ويتذكر أنه لم يُخلق إلا للقيام بهذه العبادة.

فلم تُخلق -أخي المسلم- للدنيا وجمع الحطام، ولم تخلق للتكاثر، والسعي في الدنيا، وإغفال الآخرة، لم تخلق لتتمتع بالمراكز والمساكن والمراتب والمناصب والأبناء؟! وإنما خلقت لعبادة الله سبحانه وتعالى، وفرق ما بين المؤمنين والكافرين: أن المؤمنين يتذكرون ما خلقوا لأجله، وأنهم مخلوقون لعبادة الله، أما الكفار فإنهم يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام؛ لكن ما هي النتيجة الوخيمة؟ والعاقبة الخطيرة؟ {وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ} [محمد:١٢] نسأل الله العافية.