للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإسلام نقطة تحول في تاريخ الأمة]

أيها المسلمون: لقد كان الإسلام نقطة تحول في تاريخ هذه الأمة؛ تحولٍ إلى الطريقة المثلى، وهداية للتي هي أقوم، في كل مجالٍ من مجالات الحياة، وما أروع ما وصف به جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، حال الناس قبل الإسلام وبعده، حيث يقول بعزة المسلم، أمام النجاشي ملك الحبشة وهو يتقدم وفد المهاجرين: [[لقد كنا أهل جاهلية وشر، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله، لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنَّا نعبد -نحن- وآباؤنا من الحجارة والأوثان.

أمرنا أن نعبد الله وحده فلا نشرك به شيئاً، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، فحرَّمنا ما حرَّم علينا، وأحللنا ما أحل لنا]] الله أكبر!

معشر المسلمين: إننا لو استعرضنا مآثر سلفنا الصالح، وما سطَّره التاريخ عنهم بأسطر العز والمجد والشرف، وما حباهم الله به من قوة الإيمان، والعزة بالإسلام، وتأملنا سيرتهم العطرة، وتحولهم من حضيض الجهل والضعف والذلة، إلى ذُرى المجد والعز والقوة، لعلمنا أن ذلك كله ما كان ليتحقق إلا بتطبيق الإسلام، والتمسك بنظمه العادلة، وتعاليمه السامية.