للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عتاب لعباد الله]

فيا من حق مولاه الإقبال عليه! والتوجه بقلبه إليه، لقد صانك وشرفك عن إذلال قلبك ووجهك لغيره، فما هذه الإساءة في معاملته مع هذا التشريف والتكريم، فهو يعظمك ويدعوك إلى الإقبال، وأنت تأبى إلا مبارزته بقبائح الأفعال.

جاء في بعض الآثار القدسية: أن رب الجلال والعزة يقول: {إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليَّ صاعد، أتحبب إليهم بالنعم، ويتبغضون إليَّ بالمعاصي}

وكيف يعبده حق عبادته من ترك سؤاله، ودعاءه، وتذلُّلَه وخوفه ورجاءه، وذبحه ونذره، لمن لا يملك لنفسه فضلاً عن غيره ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، من ميت رميم في التراب، أو بناءٍ مشيد من القباب، فضلاً عما هو شر من ذلك؟!

إخوة الإسلام: كيف يؤدي حق ربه عليه مَن لا يعرف الله إلا في أوقات قليلة، وأزمنة ضئيلة، وأيام معينة، وليال مخصصة، وبقية العمر لَهْوٌ وغفلة وسُبات وشهوة؟ والله ما هكذا عمل المؤمنين، وأتباع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم!