للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بنود المؤتمر المشبوه مخالفة للفطر والأديان]

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:١].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:٧٠ - ٧١].

أما بعد: فقد عقد في زمن مضى مؤتمر عالمي للمرأة، عقد في بلاد الشيوعية (بكين)، وقد حضره ما يقارب خمسين ألف امرأة من شتى أنحاء العالم، مختلفات المشارب والديانات، وطرحت آراء وجرت مناقشات، ولكن وثيقة المؤتمر التي أعدتها هيئة الأمم المتحدة بقيت هي الأساس الذي يدور حوله المؤتمر، وعلى بنودها يجري التوقيع، وفي الوثيقة بنود وقضايا كثيرة تتعلق بالمرأة، ولكن الذي يهم والذي أشغل بال المتابعين لهذا المؤتمر هو ما اشتملت عليه بنوده من عهود تعارض الأديان والأخلاق والآداب والفطر السليمة التي أجمع عليها كل من لم تصب فطرته بانتكاس.

ومن هذه القضايا: إعطاء المرأة الحرية الكاملة.

المطالبة بمساواتها للرجل في جميع الأمور.

إباحة العلاقات غير الشرعية قبل الزواج، وتعليمها للجنسين منذ الصغر.

إباحة الشذوذ.

إباحة الإجهاض، ووأد وقتل الأولاد.

كون الطلاق بيد المرأة لا بيد الرجل وغيرها من البنود التي اشتملت عليها وثيقة المؤتمر وجرى حولها النقاش.

ونحن هنا لسنا بصدد بيان منزلة المرأة في الإسلام وما أعطاها من حقوق؛ فإن هذه بالنسبة لنا نحن -المسلمين- قضية عقدية كبرى، ولسنا أيضاً بصدد بيان حكم الإسلام الصارم في هذه القضايا المطروحة، ولا بصدد الحديث عن المرأة في الغرب، وهل فعلاً نالت ما تطمح إليه وقد أعطيت الحرية والمساواة على مدى عشرات السنين الماضية؟ لسنا بصدد الحديث عن هذا ولا هذا، إنما هي وقفات مع المؤتمر وخلفياته.