للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الإيمان]

السؤال

من المعلوم أن الإيمان يزيد وينقص، فما هي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟ وكيف نحافظ على الإيمان؟

الجواب

لا شك أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

والحقيقة أن المحافظة على هذا الإيمان إنما هي بسلوك السبل التي تؤدي إلى زيادته، والابتعاد عن الوسائل التي تؤدي إلى نقصانه.

والإيمان -بدون شك- عند الإنسان ليس على وتيرة واحدة، فأحياناً يرتفع هذا الإيمان عند الإنسان، وأحياناً يخبو قليلاً ويحس الإنسان بضعف في إيمانه وثقل حتى في تأديته أحياناً للعبادات، والذي أراه لإخواني في مثل هذه الحالة القيام بأمور: أولاً: أن يحرص تمام الحرص على أن لا يؤدي ضعف إيمانه إلى الكسل عن الفرائض، بمعنى أن الإنسان لو فرض أنه كسل عن طاعة وعن تطوع فإياه ثم إياه أن يؤدي به إلى الكسل عن صلاة الجماعة مثلاً، بل يحرص كل الحرص على أن يؤدي الفرائض؛ لأنها أحب الأشياء إلى الله.

الثاني: أن يحرص كل الحرص على أن يبحث عما يقوي إيمانه، وتقوية الإيمان تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، فقد تكون بقراءة القرآن، وقد تكون بالنوافل، وقد تكون بمدارسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تكون بمجالسة الصالحين، وأقول: إن هذا هو الذي كان يفعله الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فقد كان الواحد منهم يلقى أخاه ويقول: يا فلان! تعال بنا نؤمن ساعة.

لأن الإنسان إذا صار عنده ضعف في إيمانه وذهب إلى أخيه، وأخوه في ذلك اليوم قوي إيمانه فجلسا فتحدثا فهذه الجلسة الأخوية، وهذه الزيارة في الله بحد ذاتها فرض عليه، فكيف إذا جلسا لمذاكرة علم أو شأن من شئون المسلمين؟ لاشك أن الإيمان يقوى.

والنتيجة هي أنك إذا ضعف إيمانك لا تستسلم للشيطان، بل ابحث عما يقوي إيمانك.

<<  <  ج: ص:  >  >>