للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حقيقة الخلاف بين المسلمين واليهود]

ثالثاً: ما الذي حول الأوس والخزرج من عرب ضعفاء أمام اليهود يتحكمون فيهم في الجاهلية، ويهددونهم في كل حالة قائلين لهم: قد أطل زمان نبي نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم؟! وما الذي حول العرب في المدينة وما حولها في الجاهلية حيث كانوا يتهافتون على اليهود ويقبلون أحكامهم، بل إن غالب سلاحهم كان يصنعه اليهود، واقتصاد المدينة كان يسيطر عليه أيضاً اليهود؛ فما الذي حول الأوس والخزرج من تلك الحالة التي كانوا عليها إلى هذه الحالة التي أصبحوا فيها يتحكمون فيهم، بل ويحكم واحد منهم في قبيلة كاملة من قبائل اليهود؟! إنه الإسلام ولا شيء غير الإسلام، واليوم لما كان غالب صراعنا مع اليهود تحت رايات القومية والعلمانية وغيرها انقلب الأمر؛ فصار حالنا اليوم كحال الأوس والخزرج في الجاهلية، يصيبنا الرعب حينما يذكر اليهود أو خطط اليهود أو أن هذا وراءه اليهود، بل نتسابق على التعاون معهم، والاستسلام لهم، وهاهم اليهود يحاولون التحكم في أسلحة المسلمين وفي اقتصاد المسلمين، ألا هل من معتبر أيها الإخوة المؤمنون؟! ألا هل من معتبر ومقارن بين حالة الأوس والخزرج قبل الإسلام وبعد الإسلام، وبين حالنا في هذه الأيام في صراعنا مع اليهود؟! إنها حقيقة يعلمها اليهود قبل المسلمين في هذه الأيام؛ فالصراع إنما هو صراع مع الإسلام وليس مع العروبة ولا مع غيرها من الرايات، وإن نتيجة المعركة لا تحدد إلا حينما يكون صراع اليهود مع المسلمين الصادقين.

أيها الإخوة المؤمنون! إنها حقيقة لا شك فيها، فهل نعتبر أيها الإخوة المؤمنون بحقائق التاريخ؟! وهل نعتبر بحقائق سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وهل نعتبر ونحن اليوم أمام مفترق طرق؟ أيها الإخوة المؤمنون! إن اليهود يعرفون الحقيقة كاملة، فهل نعرفها نحن كما يعرفونها؟ وهل نتعامل معها كما يتعاملون معها؟ نرجو ذلك.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين في كل مكان.

اللهم انصر المؤمنين المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم انصر المسلمين المجاهدين في سبيلك في بلاد الشيشان وفي البوسنة وفي فلسطين، وفي كل بلاد المسلمين، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم من اليهود والروس والنصارى وغيرهم.

اللهم دمر أعداء المسلمين يا رب العالمين! اللهم واجعلهم غنيمة للمسلمين، اللهم فرق كلمتهم، وشتت أمرهم، واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم يا رب العالمين! اللهم اجعل بلاد الشيشان مقبرة للروس يا رب العالمين.

اللهم ذكر المسلمين هناك بدينهم يا رب العالمين.

اللهم اجعل لنا من لدنك عوناً على الرجوع إلى دينك وتحكيم كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

اللهم انصر المسلمين في كل مكان.

اللهم إنا نسألك أن تنزل بأسك وعذابك بكل عدو للإسلام والمسلمين، اللهم أنزل به رجزك، اللهم أنزل به عذابك يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألك يا إلهنا يا رب العالمين أن ترزقنا الإيمان، اللهم ارزقنا الإيمان، اللهم حببه إلينا، اللهم كره إلينا الكفر والفسوق العصيان واجعلنا من الراشدين.

اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه يا رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>