للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التحذير من ظاهرة حب الكفار والتعلق بهم]

السؤال

يكثر في هذا الزمن التعلق بالكفار، واعتقاد أن بيدهم المنفعة والمضرة، وحبهم بحجة أن عندهم إنسانية وإنصافاً، وكذلك حب بعض الشباب وتعلقهم باللاعبين الكفار والتشبه بهم، وحب التسمية بهم، نريد كلمة في ذلك.

الجواب

سبق الإشارة إلى هذا الأمر، لكن التعلق بالكفار في الأزمنة الأخيرة عم وطم، وشمل كثيراً من الناس، وهذا يؤذن بوضع خطير في حياة الأمة، لماذا التعلق بالكفار؟ هؤلاء الكفار عندهم إنسانية؟! سبحان الله! والله إن تاريخ الحضارة الحديث في هذه السنوات مليء بأبشع أنواع اللاإنسانية عند هؤلاء الغرب الكفرة، لكن ماذا نقول للبلهاء؟! وماذا نقول لوسائل الإعلام التي صورت هؤلاء الكفرة بصور الأبطال؟ وبصور المنقذين للأمم أمنياً واقتصادياً وسياسياً؟! أيها الإخوة! إن الركوع أمام اليهود والاستسلام لليهود أمنياً واقتصادياً وعسكرياً صار بطولة في هذه الأيام، ومتى كان أحفاد القردة والخنازير فيهم خير لنا نحن المسلمين؟! متى كان ذلك؟! والله ما كان ولن يكون، وإنهم الآن يخططون لما هو أعظم وأعظم، واليهود يريدون من مرحلة السلام أن تكون مرحلة الاستسلام الفكري والثقافي والعقدي لشباب المسلمين، وأسر ومجتمعات المسلمين، هذه هي قيمة السلام التي يخطط لها أعداؤنا اليهود، إنهم يخططون للاقتصاد للهيمنة العسكرية للهيمنة المائية لغيرها، لكن قبل ذلك يخططون لحرب هذا الإسلام، فيأتي بصورة حرب أصولية، يحاربون الإسلام الحق -عقيدة الولاء والبراء- باسم الأصولية، ولكن نقول: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:٣٠].

إن المشكلة فينا نحن أيها الإخوة! وإلا فلو عدنا إلى ديننا وعقيدتنا، وربينا أسرنا وأنفسنا ومجتمعاتنا على العقيدة الصحيحة، والله لن يضرنا يهود ولا أذناب يهود؛ لأن الله معنا، قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر:٥١] إن الله هو ناصر رسله وعباده المؤمنين، لكن إذا عصينا الله وتخاذلنا فمن سوف ينصرنا؟ ما عندنا قوى مادية، أعداؤنا أقوى منا مادياً، فإذا بقينا بدون نصر من الله تساوينا نحن وإياهم في الجوانب المادية فانتصروا علينا، وهذه سنة الله في الحياة، فلماذا التعلق بالكفار وهم كفار؟! والله سبحانه وتعالى يبين لنا في كتابه العزيز في آيات بينات أصولاً عظيمة في هذا الباب، يقول تبارك وتعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:١٢٠]، {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ} [البقرة:١٠٩]، هذا ليس كلامي، ولا كلام مفكر، ولا عملاق، ولا كلام أحد من رجالات الفكر أو الإعلام أو غيرهم، إنه كلام ربنا تبارك وتعالى، حقيقة من حقائق الإيمان والتوحيد، وحقائق الصراع بين الأمم، حقيقة كبرى أن هؤلاء الكفار لا يريدون إلا أن نرجع كفاراً فنكون نحن وإياهم سواءً، فهل نقبل؟ هل نقبل أيها الإخوة هذا؟ نعم إنها المسئولية يتحملها الجميع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>