للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجهاد في أفغانستان ليس قائماً على المصالح

السؤال

هناك من يقول: إن الجهاد الأفغاني قائم على مصالح، وليس قائماً على الجهاد الإسلامي! ويذكر بعض الإخوة أنه يوجد فئات متشددة في أفغانستان كما تزعم بعض وسائل الإعلام، ومنهم المعتدل، فما رأيكم في ذلك؟

الجواب

أولاً: كلمة (مصالح) من يفكر أن في جبال أفغانستان مصالح؟ حتى روسيا حينما تفكر بأفغانستان لا تريد مصالح، وإنما تريد أن تتخذ من أفغانستان جسراً تعبر به إلى الباكستان، ثم تتخذ الباكستان جسراً آخر، وتعبر به لا إلى المياه الدافئة كما يقول بعض المحللين؛ لأن المياه الدافئة ليست هدفاً، الهدف هي هذه المقدسات التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحميها ويحفظها، والله تعالى كشف هذه المؤامرة فقال: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:٢١٧]، وقال: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:١٢٠].

إذاً: ليس هناك مصالح في أفغانستان، لا للمجاهدين ولا لغير المجاهدين، فهي أرض قاحلة صحراء جبال موحشة مخيفة! ليس فيها أي شيء من هذه المصالح، وإنما هو الجهاد في سبيل الله، ومنذ أمد بعيد، منذ أن انتهت الخلافة الإسلامية إلى يومنا هذا، ما سمعت مثلهم في أفغانستان! ولو كانت القضية قضية مصالح فلماذا يأتي رجل من بلاد المغرب ويقطع آلاف الأميال ليذهب إلى أفغانستان، وكذلك من الدول الأخرى مثل دول الخليج وغيرها من دول الرخاء؟ فليست المصالح موجودة هناك، بل إنهم يتركون المصالح ويذهبون إلى هناك، فترى الشباب يتسابقون إلى الشهادة.

وبالنسبة للأفغان أنفسهم فليست لهم مصالح، ولو أرادوا أن يعيشوا في باكستان أو في أي دولة إسلامية لعاشوا مرفوعي الرءوس؛ لأن أكثرهم عندهم إمكانات ثقافية تؤهلهم للعيش كما يعيش سائر الناس.

إذاً: ليس هناك مصالح سوى السعي لرضا الله عز وجل، وكسب الشهادة، وإقامة الدولة الإسلامية، وليست هناك مصلحة أخرى، ومن ظن غير ذلك فإما أن يكون جاهلاً أو هو عدو للإسلام!! أما بالنسبة لوجود أطراف مختلفة، فنعم! هناك أطراف مختلفة، فهناك السلفيون في الدرجة الأولى، وهناك أناس لا نرضى عن شيء من سلوكهم بالنسبة للعقيدة، وهناك أناس كثيرون معتدلون.

وعلى كل حال: فإن كل هذه الأطراف لا تتهم أبداً، فكلها تسعى لتحارب كفراً وإلحاداً؛ لأن العدو المشترك يقول: لا إله والحياة مادة، وما دام العدو بهذا المستوى فنحن نتغافل عن بعض الأشياء ولا ننساها ونتركها، ولكن نقول: لربما تستقر الدولة الإسلامية -إن شاء الله تعالى- فيتفقد كل إنسان أحواله، وإن كنا نتمنى أن يبدأ السير من أول نقطة على منهج كتاب الله وسنة رسوله، لكن هذا هو ما نرجوه فيما بينهم.