للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التحذير من حسن الظن بالكافرين]

هكذا يعلمنا الله عز وجل كيف نحسن الظن به سبحانه وتعالى، أما أن نسيء الظن بالله عز وجل، وأما أن نحسن الظن بأعدائنا ونعتمد على أعدائنا فهذا لا يجوز، وقد أصبحت بلاد المسلمين الآن مرتعاً لكل كافر وطاغوت من طواغيت البشر ومن شذاذ العالم، وأصبحت بلاد المسلمين يرفع هؤلاء الكفار رءوسهم بها، ولربما يخفض كثير من المسلمين رءوسهم في بلاد المسلمين؛ بل لربما يخفض العلماء والدعاة والمصلحون رءوسهم في بلاد المسلمين، في وقت نجد أن شذاذ العالم والكفرة والمارقين من كل بلاد العالم يجوبون خلال الديار قد رفعوا رءوسهم في بلاد المسلمين! وهذه هي المصيبة، وهذه هي البلية، وهذه كلها ترجع إلى سوء الظن بالله عز وجل وحسن الظن بالكافرين، فحسن الظن بالكافرين جعلهم يعتمدون على غير الله عز وجل وعلى غير المؤمنين، ويتخذون بطانة من دون المؤمنين، وسوء الظن بالله عز وجل جعلهم لا يعتمدون على شيء من أمر الله سبحانه وتعالى، فتنكب المسلمون كثيراً عن دين الله عز وجل، وربطوا أنفسهم في عجلة الكافرين، وهؤلاء الكافرون بالرغم من أنهم ربما يمدون يد العون للأمة الإسلامية لمصالح مؤقتة، لكنهم يحملون الحقد الدفين على هذه الأمة، وهذا هو الشيء الذي يجب أن نؤمن به، ويجب أن نأخذه من كتاب الله عز وجل مباشرة: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة:٥٢].