للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضرورة اختيار الزوج الصالح]

السؤال

رجل كانت له بنت صالحة، فزوجها رجلاً يشرب الخمر ويتهاون بالصلاة، فكيف تستطيع هذه المرأة أن تحسن تربية أبنائها؟

الجواب

الحقيقة أن هذه مشكلة يخطئ فيها كثير من الآباء، ولذلك أقول: من المؤسف أن طائفة من الآباء حينما يخطب منهم خاطب لا ينظر بعضهم إلا إلى جانب آخر، وهو إما المركز، وإما المال، وإما الشرف والنسب أو ما أشبه ذلك، وهذه بلية، فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر بأن نختار الزوج الصالح، فقال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

وهذه الفتنة وهذا الفساد العريض هو الذي يسأل عنه مثل هذا الأخ، ونحن كثيراً ما نفاجأ من خلال الاستفتاءات بالتلفون بما هو من هذا، مثل بنت زوجها أبوها رجلاً يشرب الخمر، وأخرى زوجها أبوها رجلاً لا يصلي، وهكذا.

والحقيقة أن مثل هذا السؤال لا يجوز أن يكون في مثل هذا الوقت، وإنما يجب أن يكون في وقت الخطبة، فالله عز وجل جعلها أمانة في عنق هذا الأب لا يجوز أن يسلمها إلا لمن يستحق هذه الأمانة.

ولذلك نقول: إذا كانت تعيش مع رجل لا يصلي فإن الحياة محرمة في مثل هذه الحال، ويجب عليها فوراً أن تطلب الفراق، بل يجب على الأب قبل ذلك أن يطلب الفراق، والمحكمة إذا بلغها مثل هذا الخبر لا بد من أن تطلّق إذا لم يطلّق ذلك الإنسان؛ لأن المرأة المسلمة لا يجوز لها أن تبقى في عصمة رجل كافر؛ لأن الله تعالى نهى عن الاستدامة فكيف الابتداء، فقال: {فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [الممتحنة:١٠] وجمهور علماء المسلمين يقولون: إن ترك الصلاة كفر وردّة عن الإسلام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن الصلاة: (فمن تركها فقد كفر).

ولذلك أقول: إذا زوجت ابنتك -يا أخي- برجل يشرب الخمر أو لا يصلي فعليك أن تبادر بحل عقدة النكاح قبل أن يكون هناك ولد، لكننا نطالبك قبل ذلك أن تبحث عن هذا الرجل الخاطب قبل أن تزوجه ابنتك، وقبل أن تسلم له فلذة كبدك، وحينئذٍ سينجب لها أولاداً فَسَقة؛ لأن الفسق قد ينتقل مع هذه النطفة، خصوصاً بالنسبة لمدمن الخمر، نسأل الله العافية والسلامة.