للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تبرج النساء من أشد الفتن خطراً على المجتمع

السؤال

أحياناً يمر ببعض الشباب غفلة من كثرة تبرج النساء وعدم الاهتمام من الآباء بذلك، فيزداد الفساد، وتزداد الأمور شراً، فما قولكم؟

الجواب

الحقيقة أنني أعتبر التبرج من أخطر الأمراض التي تلوث البيئة، فمن أسباب الانحراف (تلويث البيئة)، ذلك أن الشهوة الجنسية البشرية التي ركبها الله في هذا الإنسان لها طاقة شديدة قد يندفع معها الإنسان ويتجرد من عقله وينطلق بعاطفته.

ولذلك أقول إن التبرج من أخطر الأمور التي توجد الفاحشة في المجتمع، ومن أكبر الأمور التي تصرف طائفة من الشباب عن دينهم ومبدئهم، فهي من أعظم المغريات.

والتبرج جعله الله تعالى سبباً من أسباب الزنا، ولذلك إذا قرأت سورة النور في نصفها الأول -حينما تكلم الله تعالى عن الزنا- ذكر من أسبابه (التبرج) فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:٣٠ - ٣١].

وقوله تعالى: {يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:٣١] يدل على أن هناك صلة وثيقة بين النظر وبين الفعل، وعلى هذا فإن التبرج من أخطر الأمور، وهو اليوم يبرز، ولعل بروزه مرتبط بهذه الصحوة الإسلامية، ذلك أن أعداء الإسلام الذين يكرهون الإسلام ويكرهون التوجّه إلى الله عز وجل، ويجدون أن هذه الصحوة الإسلامية عبئاً ثقيلاً عليهم أرادوا أن يبثوا هذا الفساد في هذا المجتمع، فيشجعون المرأة على التبرج.

ولذلك لا نفاجأ عندما نرى كثيراً من صحف المسلمين تتكلم عن حقوق المرأة وحرية المرأة، وأن المجتمع نصفه معطل، أو لا يتنفس إلا برئة واحدة.

إن الهدف من وراء ذلك هو كما قال الله تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء:٢٧]، فهم لا يطالبون بحقوق المرأة حقاً، ولا يريدون حرية المرأة، بل هم أكبر عدو للمرأة، لكنهم يريدون أن تتبرج المرأة ليصطادوها في الماء العكر من جانب، ومن الجانب الآخر يفسدون هؤلاء الشباب الذين اتجهوا إلى الله عز وجل حينما تكون المرأة متبرجة.

والله تعالى هو المستعان عليهم.

ونقول للمرأة المسلمة: احذري أن تغتري بهذه الدعوة المضللة، فإن الله تعالى هو الذي أثبت حقوقك وحريتك، وكل شيء لك في كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.