للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لا تنافي بين الدراسة في المسجد والمدرسة]

السؤال

ذكرتم أن المساجد هي أماكن التربية الإسلامية الحقة: من حفظ للقرآن الكريم، وتدارس لآياته، وتدارس لأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكن يزعم بعض الناس أن إلحاق أبنائهم في حلق المساجد يزيد من أعبائهم التعليمية، ولا يستطيعون التوفيق بين العلم الذي يؤخذ من المساجد والعلم الذي يدرس في المدارس، فيتركون المساجد لهذا السبب، نأمل من فضيلتكم إيضاح هذا الأمر، وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

أولاً: المساجد هي قطب الحياة، ولا تقوم أمور الناس إلا بالمساجد، وهذا أمر مشاهد، ولذلك أبناء المساجد هم الذين تقر بهم العيون.

أما كون المساجد تشغل الناس بحلق القرآن عن العلوم الأخرى فهذا غير صحيح، فالله تعالى يقول عن القرآن: {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل:٨٩]، فكل علوم الدنيا محشوة في القرآن، وعلى فرض غير ذلك فإن أعظم مادة يطالب بها الطالب في المدارس هي القرآن، لا سيما حينما يتدرب على القراءة الصحيحة من خلال قراءة القرآن وتلاوة القرآن.

وحينما نقول ذلك لا نريد أن نضيع المدارس لتكون هناك حلق للقرآن، ولكن نريد أن نوفق بين هذا وهذا، فلا نؤيد أن يتفرغ الإنسان لحلق المساجد ليترك العلوم العصرية، والحصول على بعض المؤهلات، لكن نقول: حبذا لو كان التوفيق بين هذا وذاك، أو على الأقل شغل وقت الفراغ الذي يزيد عند هؤلاء الشباب، إضافة إلى أنه يكون هناك حلق بغير وقت الفراغ أيضاً، لكنها لا تقضي على العلوم العصرية.

وعلى هذا نقول: إن الشباب عندهم فراغ، وعندهم وقت زائد عن الحاجة، وأرى أكثر الشباب لا يستغل الفرصة كلها والوقت كله في طلب العلم، ولا في الحصول على العلوم العصرية الأخرى التي يقول عنها الأخ السائل، فنقول: نطالبه في وقت الفراغ، فإن وقت الفراغ كثير عندنا، وأفضل ما يشغل فيه هذا الفراغ هو تعليم كتاب الله، وأكثر الطلبة البارزين كما علمنا من الواقع أنهم هم الذين يقضون زائد الوقت في حلق المساجد، وحلق القرآن.