للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطر النظر المحرم]

السؤال

ما هو الجمع بين قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور:٢١] الآية، وبين قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور:٣٠]، فهل النظر خطوة من خطوات الشيطان أم ماذا، وفقكم الله؟

الجواب

خطوات الشيطان خطوات خطيرة جداً تدخل الناس النار، ومنها وسائل، وربما يأتي الشيطان إلى الإنسان فيقول: هذه أمور يسيرة، فهي نظرة استغفر الله منها، وهي سيئة صغيرة، وأنت ما فعلت كبيرة، ثم نجد أن هذه الخطوة تتلوها خطوة وخطوة إلى آخره، كما يقول الشاعر: نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء إلى أن تكون الفاحشة، ولذلك يا إخوان! النظر من أخطر الأمور التي توقع في فاحشة الزنا والعياذ بالله! والدليل على ذلك أن الله تعالى وضع النظر بجوار الأمر بحفظ الفرج فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور:٣٠]، وقال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:٣١]، وصلة النظر بالفرج أن النظرة كما قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من أجل مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه).

إذاًَ: أيها الأخ! لا تستغرب أن تكون النظرات من خطوات الشيطان، ودخول البيوت من خطوات الشيطان، والحديث عن الفاحشة من خطوات الشيطان، وكل هذه خطوات بعضها أعلى من بعض، وكلها خطوات للشيطان، والخطوة قد تكون صغيرة، وقد تكون كبيرة، فمعنى خطوة أي: تقرب إلى الأمر المطلوب، فالنظرة تقرب إلى الأمر المطلوب مما حرم الله، فهي خطوة من خطوات الشيطان، ولذلك فإن هناك علاقة وثيقة بين النظر وبين قوله تعالى: {لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [النور:٢١].