للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصراع دائم بين الحق والباطل]

السؤال

إن الإسلام في بلد الحرمين الشريفين الذي يعتبر أقوى معقل من معاقل الإسلام يواجه هذه الأيام حرباً شرسة، ولكنها خفية في معظم أحوالها، ولعل من أهم هذه الأمور ما يدور بين الفينة والأخرى من تحرير المرأة من الفضيلة والإيمان، وهو أهم الأشياء التي يركز عليها أعداء الله من بني جلدتنا وغيرهم، فماذا قدمنا لهذا الأمر في مواجهة المجرمين؟

الجواب

أولاً: تأكد -يا أخي- أن الصراع بين الحق والباطل قديم قدم الحياة الدنيا، قال تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [البقرة:٣٦]، وسيبقى أهل الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله.

فالصراع بين الحق والباطل قديم قدم الحياة، وباقٍ حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولربما يزيد في فترات ضعف المسلمين أو سكوت الدعاة أو إسكاتهم -نسأل الله العافية والسلامة-، ولربما يزيد في منطقة دون منطقة، وهذا ما يحدث في بلادنا التي هي من المعاقل التي تطبق شرع الله، فليس فيها كنيسة ولا معبد لليهود ولا للنصارى، نسأل الله أن تبقى على ذلك، وهي البلاد التي لم تدنسها أقدام الاستعمار في يوم من الأيام، وهي البلاد التي يستقبلها المسلمون كل يوم خمس مرات في صلاتهم، وهي البلاد التي يحجون إليها ويعتمرون، فهي قمة هذا العالم، فلا تستغرب حينما توجه إليها الضربات واللكمات العنيفة أكثر من غيرها، لأنهم أولاً انتهوا من البلاد الأخرى.

ثانياً: هذه البلاد إيقاعها في حبائل الشيطان يعتبر إيقاعاً للعالم كله؛ لأنها هي قبلة المسلمين، يأتي الحجاج والمعتمرون والزوار لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأخذون دينهم من بيئة هذه البلاد، ويأتي المتعاقدون والطلبة والدارسون والمدرسون ليأخذوا معتقداتهم من هذا البلد، يأتون هادمين فيرجعون موحدين، هذا هو الذي يحدث.

إذاً ما هو الطريق؟ الطريق هو أن يقضى على هذا المعقل في نظر أعداء الإسلام، ولكن ما هو السبيل؟ السبيل أنهم يأتون عبر مخططات مرة، وعن طريق المرأة مرة أخرى، فهم لا يقولون: نريد أن نهدم الإسلام في هذه البلاد.

لا يستطيعون ذلك، لكن يأتون مرة عن طريق المرأة، ومرة عن طريق التخلف والرجعية، ومرة عن طريق التقدم والرقي إلى غير ذلك، ولربما يجدون آذاناً صاغية في كثير من الأحيان بالنسبة للنساء حينما يقال: التخلف والرجعية.

أو في نظر بعض أصحاب المسئوليات الذين يخافون من عقدة التخلف فيقولون: لماذا نعيش في التخلف؟ نحن نريد نفعل كذا وكذا حتى لا يقال: إننا متخلفون.

إن هذا هو ما يحدث في أكثر أوضاعنا، نركب الطائرة في خطوطنا فكنا نظن أننا سوف نجد حياة كحياة الصحابة في الطائرة، فإذا المضيفات في طائراتنا يلبسن لباساً لا يوجد في كل البلاد الإسلامية، حتى البلاد العلمانية التي يحكمها العلمانيون خطوطها الجوية خير من الخطوط الجوية السعودية في اللباس، وعندما نركب الطائرة إن كنا نريد ثياب إحرام إذا نسينا لا نجد، وإذا بهم يبيعون دخاناً وأطياباً! بينما الذي يأتي إلى هذه البلاد لا يريد الدخان فهو آت من بلاد فساد وإنما يريد أن يلبس ملابس الإحرام، يريد أن يذكر الله، يريد أن يرى الخير من أول ما يضع أقدامه على هذه الطائرة التي تحمل علم لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتقدم على بلد يحكم شرع الله، وبلد المقدسات.

والمصيبة أن بعض المسئولين يخافون من عقدة التخلف، فيقولون: نتسامح في مثل هذه المسائل.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي المسئولين، ومهما يكن ففي بلادنا خير لا يوجد في بلد آخر -والحمد لله- سواء أكان على مستوى المسئولين أو على مستوى الشعوب، لكن نريد أن تكون الأمور أفضل من ذلك بكثير، والله المستعان.