للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرد على الذين يرون أن الإسلام لا يصلح للحياة]

السؤال

كثيراً ما نسمع من التيار العلماني من يقول: أنتم تطالبون بالتطبيق الشامل للإسلام ونحن قد نتفق معكم في صلاحية كثير من ذلك للتطبيق، لكن العائق العظيم هو عدم وجود من لديه القدرة على التطبيق الصحيح، فكيف يرد على هؤلاء المنافقين الذين يبرزون بين الفينة والأخرى؟

الجواب

نقول لهؤلاء العلمانيين الذين يريدون أن يطبقوا شرع الله في بعض الأمور ويتركوا بعضها الآخر: يقول تعالى: {وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء:١٥٠ - ١٥١]، والله تعالى يقول: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل:٨٩] ويقول: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام:٣٨] فإذا كانوا يعتقدون أن دين الإسلام منهج عبادة، وأنه ليس منهج حياة متكاملة فنقول: الإسلام الذي عاش فيه العالم أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وأصلح تلك الأمة هو الذي يصلح هذه الأمة، فنحن نعتبر أن هذا الكتاب ما فرط في شيء، قال تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:١].

وهؤلاء العلمانيون الذين يعيشون معنا ويقولون: إن الإسلام لا يصلح كنظام للحياة، وإنما يصلح منهج عبادة.

ولربما نجدهم في بعض الأحيان يظهرون مظهر العُبَّاد في أمور العبادة نقول لهم: كذبتم، فإن الإسلام منهج حياة متكاملة، بل أنتم لا تريدون أن يكون للإسلام منهج عبادة، فأنتم تحاربون الإسلام حتى لا يكون أيضاً منهج عبادة، ولذلك هم يريدون أن لا يكون الدين كله لله، ونحن نطلب أن يكون الدين كله لله، بدون أن يكون هناك استثناء (ما لله لله وما لقيصر لقيصر) كما يقولون هم.