للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطر خروج الخادمات إلى السوق متبرجات]

السؤال

إن من المسلمين من لا يكفيه أن يجلب الخادمة النصرانية ويجعلها بين أبنائه وبناته، وإنما لا يتقي الله حتى في أولاد المسلمين، فيسمح لها بالذهاب إلى السوق لوحدها يوم الجمعة أو يوم الخميس، كاشفة بكل عهر، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء، فو الله إن المسلم لا يخرج إلى السوق في كثير من الأحيان خشية من الوقوع في الحرام الذي قد عم وطم في هذه الأسواق؟

الجواب

الحقيقة أن الحرام يجر بعضه بعضاً قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين:١٤]، ولذلك الرجل الذي لا يبالي في أن يدخل في بيته امرأة نصرانية تربي أولاده سواء كانت مربية أو خادمة فإنهم يتأثرون بمخالطتها، وربما يفسدون معها وتفسدهم؛ لأن الله تعالى يقول: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:٢٧].

وهب أنها مسلمة فإنها مادامت ليست ذات محرم، وما دامت امرأة، ربما أنها بعيدة عن الإسلام، ولا تحمل الإسلام إلا هوية، فالأمر قصير جداً، لما وقع المسلمون داخل بيوتهم في هذا البلاء لم يعد غريباً أن يوزعوا الفساد على الناس؛ لأن الإنسان إذا فسد ذوقه، وفسدت فطرته، وانحرفت أخلاقه أو كاد لا بد أن يوزع هذا الفساد على الناس.

فالذي يحدث هو أن هؤلاء لما أصيبوا بهذه المصيبة الكبيرة، وجاءوا بنساء ليس لهن محارم داخل البيوت، وخلا بها الرجل أو خلا بها ولده أو ما أشبه ذلك، تعدى هذا الفساد فخرج خارج البيت، ولذلك فإننا نقول: فتنة ومصيبة وبلية لا تقل عن الفتنة داخل البيت، لكن أظنها أيضاً حتى داخل البيت خطيرة؛ لأن هناك داخل البيت خلوة، وهناك نوماً، وهناك ليلاً طويلاً، وهناك ظلاماً، وهناك خروجاً، وهناك بقاء رجال بدون محارم مع هذه المرأة، فالأمر خطير سواء كان من هذا الجانب أو من جانب آخر، أي: حتى ولو كانت امرأة مسلمة ما دامت ليس معها زوج أو محرم يحميها ويحافظ عليها.