للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية الوقوف أمام المنافقين الموجودين في الصف]

السؤال

هناك بعض المسئولين لهم تحركات مشبوهة، فلماذا لا يُشهر بهم حتى يعرفوا لدى الناس والمجتمع؟

الجواب

هذا صحيح، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: (ما بال رجال؟)، ويجب أن نقول: ما بال رجال؟ لكن الله سبحانه وتعالى قال: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد:٣٠]، فلما انكشف المنافقون في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: يقوم فلان، ويقوم فلان- ويسميهم بأسمائهم- من المجلس؛ لأن الله تعالى قد وصفهم، واتضح له الأمر.

فحينما لا يكون بد من التصريح باسم رجل اشتهر بالإفساد في الأرض، الذي يقول: العلماء نرجوا بركتهم ودعاءهم ولا نستفيد منهم! فهؤلاء العلمانيون حقيقة هم لا يرجون حتى بركتهم، وأظنهم لا يرجون بركة أبداً، ولا يفكرون في هذه البركة.

فأقول: إذا انكشف الأمر ووصل إلى هذا الحد فلابد من أن تكون للمسلمين قوة، ولابد من أن يكون للمؤمنين كيان، فنناشد الدولة بالله -وهي دولة إسلامية تنطلق من منطلق إسلامي- ونقول: هناك زحف من الشباب الذي أصبحنا أمامه كوابح، وهم يأتوننا بكرة وعشية، ويقولون: أعطونا فتوى نفعل ونفعل.

ونقول لهم: اتقوا الله وحافظوا على الأمن، فالملك عبد العزيز رحمه الله ظل خمسين سنة يرسي القواعد الأمنية، فلا تفسدوا علينا أمننا في لحظات، واضبطوا توازنكم.

فنقول: إذا لم توقفوا مثل هؤلاء الذين ينالون من دين الله جهاراً نهاراً فلن نستطيع أن نوقف هذه القوة التي أصبحنا الآن كوابح أمامها حتى لا تفسد الحرث والنسل.

فنقول للمسئولين: اتقوا الله، أنتم في عافية، فبأي شيء تعتذرون بين يدي الله عز وجل لو وقفتم بين يديه وسألكم: لماذا أعطيتم فلاناً الأهلية ووليتموه السلطة؟ أتوالون أعداء الله؟ فاتقوا الله سبحانه وتعالى، واعلموا أنكم حينما تولون فلاناً وفلاناً في مناصب الدولة وفي الأمور المهمة وهو يحارب الله عز وجل فإنكم ساعدتموه في حرب الله عز وجل حينما تولونه منصباً، أو حينما تعطونه أهلية، أو حينا تفتحون له صفحات الصحف والمجلات، نقول ذلك لهؤلاء المسئولين، وأظنهم -إن شاء الله- لن يتأخروا؛ لأنهم يبحثون عن الحق، وسوف يغيرون إن شاء الله، أما إذا لم يغيروا فالأمر كما قيل: إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً فما حيلة المضطر إلا ركوبها فربما تنطلق المجموعات من الشباب الثائر الغاضب لدين الله عز وجل، فيحدث خلل في هذا الأمن الذي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظه لنا، فالعالم كله يعيش في خلل واضطراب إلا بلادنا والحمد لله، فقد حماها الله سبحانه وتعالى بتطبيق شرع الله، فأصبحت تعيش آمنة مطمئنة، وجعل الله لها حرماً آمناً، ويتخطف الناس من حولها.

وأنا أقول للمسئولين: اتقوا الله وأوقفوا هؤلاء المفسدين في الأرض عند حدودهم، وإلا فأخاف أن يحدث أمر لا نملكه نحن ولا أنتم، والشاعر يقول: أرى خلل الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام وإن لم يحمها عقلاء قومي يكون وقودها جثث وهام فأنا أخشى أن تنطلق هذه المسيرة كما انطلقت في بلاد مجاورة، فلا يستطيع أحد أن يضبطها؛ لأنها تغضب لله عز وجل، والإنسان إذا غضب لله عز وجل لا أحد يستطيع أن يقف في وجهه أبداً في أي من الأحوال.

فنقول: إن لم تسكتوا أولئك فأخاف أن لا نستطيع نحن أن نضبط الأمور، فالشباب من ورائنا يطلبون منا الفتوى ليشيعوا الفوضى في الأرض، وأنتم لا تستطيعون ضبطهم؛ لأنهم أناس تحركوا لدين الله عز وجل، وكل إنسان نستطيع أن نجبره أو نوقفه عند حده إلا إنساناً غضب لدين الله، فأخشى أن لا نستطيع إيقافه عند حده، أقول هذا وأنا واثق كل الثقة بأن الدولة تبحث عن الحق إن شاء الله، ففيها خير كثير.