للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية الجهاد في سبيل الله عز وجل بالمال]

السؤال

جميع آيات الجهاد في القرآن قدم فيها المال على النفس، ما عدا موضعين تقريباً، فهل معنى ذلك أن الجهاد بالمال يفضل على الجهاد بالنفس في الظروف العادية؟

الجواب

قد يكون المال أنفع للمسلمين من النفس، لاسيما في ظروف بلاد فقيرة، كما يوجد في أفغانستان وفي أرتيريا وفي الفلبين وفي فلسطين وفي غيرها، ولربما تكون النفس أنفع من المال حينما يتوفر المال ولا نجد الرجال، كما يوجد في بعض المواقع الأخرى، ولذلك نقول: المال غالباً أنفع من الرجال في الظروف العادية؛ لأن مال رجل واحد من الأثرياء ربما يمون آلاف الرجال للجهاد في سبيل الله، لاسيما حينما يكون هناك فقر ومسغبة، كما يوجد في بعض المناطق الإسلامية.

ولكن حينما يكون المال ولا يكون رجال فلابد أيضاً من الرجال، فالله تعالى يقدم المال في أكثر الآيات ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم المال في أكثر الأحاديث، ولربما يتقدم الرجال على المال، المهم أن التقديم يكون حسب الحاجة، فإذا كانت الحاجة إلى المال فالمال يكون أفضل، وذلك حينما يتوفر عدد الرجال، وحينما يكون المال متوفراً والرجال قلة لابد أن نقدم أنفسنا وأرواحنا في سبيل الله.

وخير هذه الأمور من يقدم نفسه وماله في سبيل الله، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، أي: لم يرجع لا بنفسه ولا بماله، وهذه أعلى المراتب وأفضل الدرجات.