للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرمة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال]

أيضاً نرى أن كثيراً من الشباب -وهذا أعجب مما سبقه- بدءوا يعشقون عادات هي غريبة كل الغربة عن أخلاق الإسلام، بل عن الرجولة وعن أخلاق العرب! فنجد أن كثيراً من الشباب قد سقط عن رجولته، وتنازل عن الدرجة التي ميزه الله عز وجل بها عن المرأة، الدرجة التي يقول الله عز وجل عنها: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة:٢٢٨]، ويقول: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:٣٤].

فتنازلوا عن هذه الدرجة، فرأينا في أيامنا الحاضرة أن كثيراً من الشباب بدأ يتنازل عن رجولته، ويتشبه بالمرأة، وينافسها في شكلها، وفي صوتها، وربما في شيء من لباسها، فربما يلبسون الذهب، والملابس الرقيقة والضيقة، ولربما يرققون أصواتهم، وهذا أمر عجيب أعجب من الأول! ولذلك يقول الشاعر: فلا عجب أن النساء ترجلت ولكن تأنيث الشباب عجيب لأن الرجل حينما ينزل إلى مستوى المرأة إنما تنازل عن حق من حقوقه، وحينما تتطلع المرأة إلى صفة من صفات الرجال إنما تطالب بدرجة هي أعلى من درجتها التي وضعت لها.

وعلى هذا فإن هذه من الأمور التي وقع فيها طائفة من شبابنا الذين ضلوا الطريق على أيدي أعدائنا، فيجب أن نتنبه لهذا الأمر.

بعد ذلك نرى أن هذه الموضات وهذه الفتن وهذه المعاصي ظهرت في فترة قلّ فيها جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأصبح كل إنسان لا يفكر إلا في نفسه إلا ما شاء الله؛ بل ربما أن طائفة من هؤلاء الناس أصبحت ترهبهم قوة البشر أكثر من قوة خالق البشر سبحانه وتعالى، فتنازلوا عن هذا الواجب أو تركوا هذا الواجب الذي أناطه الله عز وجل في أعناقهم، فخلا الجو لهؤلاء ولأولئك، فباضوا وفرخوا في هذا المجتمع الذي فقد كثيراً من جوانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.