للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دور النوادي في إصلاح الشباب]

السؤال

لدى بعض الإخوان -وخاصة أولياء الأمور- مفهوم قاصر عن أهمية الأندية الرياضية، والحقيقة أنها تخالف ذلك، وهي تدعوكم دائماً وأبداً، وفيها تفاؤل إلى التوجيه؛ فما هي كلمتكم تجاه ذلك؟

الجواب

الحقيقة أنني كنت ممن يتحرز من هذه الزيارة؛ لأن هناك حواجز منيعة بيننا وبين هذه النوادي؛ لأننا لا ندري ما وراء هذه النوادي، لكننا -والحمد لله- صرنا لا نشك في أنها اتجهت اتجاهاً طيباً؛ لأن الصحوة الإسلامية التي يتمتع بها الناس أجمعون أخذت النوادي الرياضية بنصيب وافر منها.

وعلى كل فإننا مطمئنون -والحمد لله- في أيامنا الحاضرة على هذه النوادي، وليس كل الاطمئنان، ولكن أكثر اطمئناناً، وليس في كل النوادي الرياضية، ولكن في أكثرها؛ فنحن مطمئنون -والحمد لله- على أن المسئولين عنها رجال صالحون، أقصد رؤساء النوادي وأعضاء الأندية الرياضية.

وعلى كل فنحن مستبشرون بهذا الواقع الطيب، ونرجو لهم مزيداً من الاستقامة، ولكن نقول: النوادي الرياضية مسئولة عن أمانة كبيرة؛ فولدي وولد فلان وفلان من الناس نسلمهم إلى هذه الأندية الرياضية مدة من الزمن، ثم بعد ذلك لا ندري ماذا يحدث وراء الكواليس! لكننا مطمئنون إلى هؤلاء الذين هم الآن أصبحوا يقومون بإدارة الأندية الرياضية؛ ولذلك فإننا نحملهم أمانة كبيرة.

إن الأمة تقاس بشبابها، والشباب لا يقاس بقوة جسده فقط، فحينما تقدم الأندية الرياضية تقوية الأجساد فقط لا يكفي؛ لأن الإنسان لا يتميز بقوة جسده، فالإنسان مهما بلغ من القوة لا يبلغ درجة الجمل أو درجة الأسد أو درجة النمر في قوة جسده، ولكنه بقوة روحه إضافة إلى قوة جسده، وإذا تمتع هذا الشاب بقوة الروح مع قوة الجسد فإنه يصبح إنساناً يرجى من ورائه نفع.

ولذلك فإن الأمم الحية ما كانت فقط تعتمد في تربية شبابها على قوة أجسادهم، وإنما تعتمد كل الاعتماد على تربية عقولهم.

ونحن نطالب أصحاب الأندية الرياضية أن يربوا وينموا العقول تربية طيبة، فإذا كانت الأمم الشيوعية تربي أبناءها على الإلحاد؛ فالأمم المؤمنة المسلمة يجب أن تربي أولادها وتربي أبناءها على الإيمان الحقيقي الذي به يصلون إلى درجة لا يصل إليها أحد من الناس.

ولذلك فإني أدعو القادة والمسئولين على الأندية الرياضية -وأقصد بالقادة رؤساء مجلس الإدارة ومدير ورئيس النادي، أما القادة الكبار فنسأل الله لهم الهداية أيضاً- فنقول: عليكم أن تتقوا الله في هذه الأمانة؛ لأنكم أصبحتم أمناء على أبناء المسلمين، ولأنكم ستسألون في الآخرة عما يصل إليه مستوى هؤلاء الأبناء الذين ينتسبون إلى الأندية التي أنتم قائمون عليها، فإن خرج هذا الشباب مؤمناً تقياً عاملاً جاداً في عمله مصلحاً في هذه الحياة، فأنتم أول من يجني هذه الثمرة، وإن خرج هذا الشباب تافهاً منحرفاً ضالاً سفيهاً، فأنتم من يسألكم التاريخ ويسألكم الناس؛ بل ويسألكم الله عز وجل يوم القيامة عن هذه الأمانة.