للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم مخالطة أصحاب المعاصي]

السؤال

هناك شاب يحب الخير، وله أصدقاء يحافظون على الصلاة، ولكن يعملون بعض المعاصي، وأنا أحب أن أكون مثل بعض الشباب الطيب في هذه البلدة، فماذا أفعل؟ أفتوني وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الله تعالى يقول: {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة:١]، فإذا كان هؤلاء الأصدقاء الذين أشار إليهم الأخ يعملون الكبائر فحرام عليك أن تعيش معهم؛ لأن الله تعالى يقول: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ} [النساء:١٤٠]، ويقول سبحانه: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام:٦٨].

وعلى هذا فإذا كان هؤلاء يعملون الكبائر أو الأوبئة المعدية التي يتعاطاها طائفة من الشباب كالتدخين، فأنا أنصح بألا تعيش مع هؤلاء؛ لأن التدخين يعتبر من الأمراض التي تنتقل بسرعة عن طريق المخالطة.

وأما إذا كان هؤلاء فقط يعملون شيئاً من المزاح أو الهزل الذي لا يصل لدرجة المعاصي الكبيرة؛ فهؤلاء لا بأس بمجالستهم، بل من الأفضل أن تعيش مع هؤلاء، خصوصاً إذا كانت حياتك معهم ستنقلهم من الهزل إلى الجد، وتستغل فيها الفرص من أجل أن تقدم لهم أشياء لعلها تكون سبباً في استقامتهم والتزامهم.

وعلى كل: فإن الرجل المؤمن عليه أن يستعمل عقله في مثل هذه الأمور؛ فإذا كان يتأثر في مثل هذه المجالس فحرام عليه أن يجلس مع هؤلاء، والمسألة لا تصل إلى درجة الكبائر فيتسامح في ذلك.