للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حقيقة التخلف والرجعية]

السؤال

يعتقد الكثير من الناس -وخاصة الشباب- أن الالتزام بالإسلام معناه الرجوع والتخلف، فكيف نرد على ذلك؟

الجواب

الصحيح أن ترك الإسلام هو الرجوع وهو التخلف، والله يقول: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر:٣٧]، ومما لا شك فيه أن المراد بالتقدم هو: الأخذ بالإسلام، والتأخر: هو رفض الإسلام، أو رفض شيء من تعاليمه.

والدليل على أن التخلف هو رفض الإسلام أن الأمة الإسلامية حينما كانت متمسكة بدينها وعقيدتها وأخلاقها وسلوكها وفضائلها، كانت أمة مثالية، وكانت تنهار أمام جيوشها الحصون قبل أن تصل إليها!! ولو قدر لها أن تتمسك بدينها مدة أطول، لاستطاعت أن تغزو العالم كله، وأن ينتشر الإسلام في جميع أرض الله الواسعة، وإن كل ما حدث من التخلف إنما هو بسبب ترك الكثير من المسلمين لتعاليم دينهم.

وعلى هذا فإننا نقول: إنكم أنتم المتخلفون ونحن المتقدمون؛ لأننا نسعى إلى حياة أفضل من هذه الحياة، وأنا لا أشك أن عقلية الرجل الذي يؤمن بالحياة الآخرة أكبر من عقلية الرجل الذي اخترع المركبة الفضائية وما يسمى بالعقل الالكتروني وما أشبه ذلك؛ لأن هذا قد اكتسب أشياء يراها بحواسه، أما ذلك الذي آمن بالغيب فإن عقليته قد اخترقت الحجب فعلمت بأشياء لم تدركها حواسه، فهؤلاء هم المتقدمون، وأولئك هم المتخلفون.