للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم العادة السرية ونصيحة لمن يمارسها]

السؤال

بعض الشباب يمارس العادة السرية، فما هي نصيحتكم لهؤلاء الشباب عافانا الله وإياهم؟

الجواب

لا شك أن العادة السرية مما نهى الله عز وجل عنه، فالله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ} [المؤمنون:٥ - ٧]، فقد حدد الله عز وجل الإباحة في أمرين: الزوجة وملك اليمين، وما سوى ذلك فقد عد الله تعالى فاعله من العادين، أي: متعدياً لحدود الله عز وجل.

والعادة السرية من التعدي لحدود الله عز وجل، لكن لا شك أنها أخف من الزنا، فلو رأى أنه سيقع في الزنا لا محالة في أي لحظة من اللحظات، وأراد أن يخرج هذا الماء بهذه الطريقة لكان أسهل؛ لأنه ارتكب أخف الضررين، لكن العادة السرية -كما يقول العلماء- لا شك أنها محرمة ومنهي عنها، ومضرة بالصحة وبالعقل أيضاً، ومضرة بالحياة التناسلية، وتؤدي إلى إفساد هذا الماء الذي يجب أن يكون لإنتاج الذرية الصالحة، وعلى هذا فإنها منهي عنها، فمن ابتلي بها فعليه أن يبادر بالتوبة، وأن يأخذ بالاحتياطات، وأهم هذه الاحتياطات هي الزواج، فالله عز وجل لما ذكر الزنا في سورة النور وذكر أسبابه، ذكر ما يحول بين المسلم وبين الزنا، وذكر آخرها وأهمها بقوله: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور:٣٢]، ولذلك ندعو الذي ابتلي بهذه العادة إلى الزواج والمبادرة إليه؛ لأنه يعتبر حصانة، كما قال عليه الصلاة والسلام: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).