للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[لجوء العدو إلى سلاح محاربة الأفكار والقيم]

ومن أجل ذلك التحطم للعدو الذي وقف أمام الجحافل الإسلامية، بدأ يفكر في طرق ملتوية يظن أنه سوف يستطيع أن يدمر بها القوى الإسلامية، فلجأ أخيراً إلى ما يسمى بالحرب الباردة أو حرب الأفكار، فكان الصراع بين فكر وفكر، ولو كان هذا الصراع متجرداً لكانت القوة والأفكار الإسلامية بلا شك هي الغالبة، ولكن حينما تكون هناك عوائق في طريق الفكر الإسلامي وهو يصارع الأفكار المنحرفة، فربما تتمكن الأفكار المنحرفة فترة من الزمان في صقع من أصقاع الأرض، إلا أن النهاية: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ} [الأنبياء:١٨]، بإذن الله تعالى.

ومن هذا الصراع الفكري الذي يقوم على أشده في هذه الفترات المتأخرة من تاريخ البشرية، كانت هناك وسائل يتخذها العدو من أجل القضاء على الأمة الإسلامية، ولربما ينخدع بعض المسلمين بهذه الأفكار، ولذلك يقول الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء:٢٦ - ٢٧].

ومن هذا المنطلق نعرف أن أهداف العدو ليست مكتفية بمقدار من الانحراف لهذه الأمة، وإنما يريدون أن نميل ميلاً عظيماً؛ فالله تعالى أكد الميل بقوله: (مَيْلًا)، ثم وصفه بقوله: (عَظِيمًا)، وهذا يدلنا على أن العدو لا يرحم، وأنه لا يقبل منا إلا أن يتخلى المسلم عن دينه، وينحرف عن مبادئه، ولذلك بث كل وسائله وأفكاره، وأعلن على الملأ بأنه لا يستطيع أن يقطع شجرة الإسلام إلا في غصن من أغصانها، ومن هنا دبر المؤامرات والمكائد من أجل حرف أبناء المسلمين عن دينهم.