للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الزواج وسيلة للعفاف]

السؤال

أرغب أن أسألك سؤالاً وهو: أني شاب، وأريد أن أستقيم، وكلما أردت أن أستقيم قلت في نفسي: أؤجل ذلك إلى بعد الزواج، والإنسان يخاف من الموت أن يدركه قبل أن يستقيم، فماذا أعمل حتى أستقيم قبل فوات الأوان، أفيدوني والله يحفظكم؟

الجواب

أقول لك يا أخي! {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود:١١٢]، وبادر بالتوبة، وأشم من سؤال الأخ أن مشكلة النساء هي المشكلة التي تعترض سبيله، والحقيقة أنها مشكلة عويصة، وهي أخطر المشاكل على الشباب، وعلاجها الزواج، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، فبادر بالتوبة، وحصن نفسك بالزواج، وأنا أدعوكم أيها الإخوة! أن تتعاونوا مع الشباب الذين يرغبون في الزواج لإعفاف أنفسهم، وعليكم أن تتقوا الله في هذه الأمانة، وإذا خطب منكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض، واحذروا المساومة على المرأة، والمغالاة في المهور، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أعظمهن بركة أيسرهن مئونة).

وأخشى أن تكون أكبر عقبة أمام هذا الشاب هي الشهوة، وهي التي تصرفه عن التوبة؛ ولذلك فإني أقول: إنّ الذين لا يكونون مرنين في أمور الزواج بتزويج قريباتهم إذا جاء الأكفاء، أو يبالغون في المهور، أخشى أن يتحملوا آثام هؤلاء الشباب الذين لا يستطيعون التوبة بسبب هذه الشهوة الجامحة، وأقول لك: يا أخي الشاب! إن الله عز وجل يقول لك: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:٣٢ - ٣٣]، فبادر بالتوبة، وبادر بالزواج، ولو أن تقترض، أو أن تبحث عن هذا المال من أي طريق من الطرق المباحة، واعلم أن الله عز وجل سوف يعينك في هذا الأمر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم الناكح يريد العفاف).