للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفرق بين محبة العاطفة ومحبة المتابعة]

السؤال

في حال سلوك الطريق السوي هل هناك ضوابط يلتزم بها المستقيم، ثم ما الفرق بين محبة العاطفة ومحبة المتابعة، بينوا لنا وجزاكم الله خيراً؟

الجواب

هناك ضوابط يلتزم بها المستقيم، وأهمها: سلوك الطريق، والتأكد من صحة المسار، فإننا نعيش الآن فترة اختلط فيها الأمر على كثير من الناس، فأصبح كثير منهم لا يميزون بين طريق الجنة وطريق جهنم، وكما قلت لكم: والله يا إخواني رأيت أناساً عباداً تحتقرون عبادتكم بالنسبة لهم، لكنهم يسيرون إلى الله عز وجل على غير بصيرة، فأهم ضابط لذلك هو أن تبحث عن المنهج الذي عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتلتزم به، وهذا هو أعظم ضابط، بل هو الضابط الوحيد الذي من خلاله تستطيع أن تتأكد من أنك تسير إلى الله عز وجل على بصيرة، وأنك تسير في طريق الجنة، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا فقال: (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي).

وعلى هذا: فإن المنهج واضح، والطريق واضحة وليست ملتبسة، وكتاب الله باقٍ ما بقيت الدنيا، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظة، ولا تزال طائفة على هذا الطريق تسير حتى يأتي أمر الله.

أما الفرق بين محبة العاطفة ومحبة المتابعة فهو واضح: أنت تحب زوجتك محبة عاطفة، ولكن ليس محبة متابعة، تحب أطفالك محبة عاطفة، لكن ليس محبة متابعة، ولكن محبتك للرسول صلى الله عليه وسلم في الحقيقة يجب أن تكون في الأصل محبة متابعة، وتأتي محبة العاطفة بعد ذلك؛ ولذلك كثير من هؤلاء الذين ضلوا الطريق اكتفوا بمحبة العاطفة، فإذا رآك وأنت تدعو الناس إلى التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة، قال: أنت لا تحب الرسول صلى الله عليه وسلم، أنت لا تطوف على قبره أو تتمسح على قبره، إلى غير ذلك، فنقول: يا أخي! أنا عدم فعلي هذا العمل هو محبة لرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك؛ ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد) فأنت يا من تزعم المحبة لكنها ليست محبة متابعة أنت الذي تكره الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنك تخالف أمره، ولأنك تأتي بشيء خلاف ما طلبه الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه حينما قال: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد) وهكذا نستطيع أن نميز بين محبة العاطفة ومحبة المتابعة، ويكفينا في محبة المتابعة قول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:٣١].

إذاً: هذه هي المحبة التي يجب أن تكون لله عز وجل، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضاً: يجب أن تكون محبة العاطفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو سبب هداية هذه البشرية.