للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دورنا تجاه الشرك بالله وانتشار الأضرحة]

السؤال

هذه الإحصائيات التي ذكرتها عن انتشار الأضرحة في العالم الإسلامي فاجعة كبرى، والسؤال: ما هو دورنا وقد سمعنا هذه الإحصائيات؟

الجواب

أزيدك يا أخي علماً، ذات ليلة في جوف الليل الآخر مررت بأحد هذه الأضرحة فوجدت الزحام من السيارات التي تنزل الحجاج كما يقولون إلى هذا الضريح -واحد من هذه الأضرحة- والله لا تكذبني حينما أقول لك: إنه أكثر من العدد الذي يأتي إلى مكة حرسها الله بحفظه.

على كل: يا أخي! الطريق واضحة، وهي الدعوة إلى الله عز وجل والجهاد: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة:٤١] ننصح كل شاب من شباب المسلمين لاسيما هنا في بلاد الفطرة التي فطرت على التوحيد والعقيدة السليمة، ننصحهم أن يسيروا في هذه الأرض؛ ليبينوا للناس الطريق التي يجب أن يسلكوها؛ وليبينوا للناس خطر الشرك بالله عز وجل، فإنه أعظم شيء، فالله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:٤٨].

ويجب على أبناء هذه الأمة وأبناء هذه البلاد بصفة خاصة أن ينتشروا في أرض الله الواسعة، يعلمون الناس كيف يعبدون الله عز وجل، وسوف تسقط هذه الأضرحة كما سقطت الأوثان التي كانت معلقة في الكعبة، يوم كسرها الرسول صلى الله عليه وسلم بسيفه وهو يتلو قول الله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} [الإسراء:٨١].

فمن كان عنده علم، ومن كانت عنده شخصية متينة قوية يستطيع من خلالها أن ينفع ولا يتأثر، وأن يؤثر ولا يتضرر هو بنفسه، أنصح أي شاب يستطيع أن يسافر إلى هناك؛ ولذلك فإن الناس رغم تعصب كثير منهم لما ألفوه من حيات آبائهم وأجدادهم، فإن هناك أيضاً كثير من هؤلاء المسلمين يقبلون الحق، ولذلك تجدون كثيراً من الذين أولعوا بالذهاب إلى هذه الأضرحة، وعاشوا حياتهم كلها بين تلك الأضرحة حينما يأتون إلى بلادنا هنا والحمد لله، ويرون معالم التوحيد، نجد أنهم يتأثرون ويستفيدون، ويرجعون موحدين في كثير من الأحيان.