للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرب الخمر]

ومن علامات العذاب: شرب الخمور: الخمر هي أم الخبائث، وقد كانت الخمور تشرب في الجاهلية، وشربت في الإسلام، وشربت في عهد السلف الصالح، لكنها لم تنتشر كانتشارها في أيامنا الحاضرة، فقد انتشرت الخمور والمخدرات وغيرها من الأمور العظام التي أفسدت عقول كثير من الناس، فأصبحوا لا يحسنون التصرف في هذه الحياة.

والخمرة هي التي لعن الرسول صلى الله عليه وسلم شاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها إلى غير ذلك.

والخمرة هي التي يقول عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: (من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، وإن مات دخل النار، فإن تاب تاب الله عليه، ثم إن عاد فشرب لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن مات دخل النار، وإن تاب تاب الله عليه، ثم قال في الرابعة: فإن شربها كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة، قالوا: وما طينة الخبال يا رسول الله؟! قال: عصارة أهل النار).

إذاً: الخمرة خطيرة، وقد انتشرت في مجتمعاتنا الخمور، بل أصبحت تسمى مشروبات روحية، وكأن هذا الاسم يريد أن يوجد رغبة وشوقاً إليها، فهي ليست بروحية قاتلها الله وقاتل أصحابها ومن يروجها، بل هي ضد الروح، هي لفساد الروح جاءت، وربما يدسها أعداء الإسلام حتى تنتشر في المجتمعات الإسلامية لتفسد العقول.

والخمور والمخدرات كلها على حد سواء، وإن كانت المخدرات في عهدنا الحاضر تلاقي مكافحة أكثر، لكن الخمور لا تنقص ضرراً عنها، وإن كانت لا تجد كل هذه المكافحة ولا جزءاً منها، أي: المكافحة التي تتولاها هيئات رسمية وعالمية، فالخمور قد انتشرت في بيوت كثير من المسلمين، وأصبحوا يتعاطونها مع الأسف، وربما تشترك الأسرة -كما نسمع في بعض الأحيان- على هذا المحرم! نسأل الله العافية والسلامة، فيتربى عليها الصغير، ويهرم عليها الكبير! وعلى كل انتشار الخمور في المجتمع علامة من علامات أسباب العذاب، لاسيما حينما تكون هذه الجريمة لا تجد مكافحة تتناسب مع حجمها، فأنا متأكد أن السلطات الإسلامية لا تعطي هذه الجريمة ما تستحق من اهتمام وإكبار، ولذلك تنتشر في المجتمعات الإسلامية انتشاراً هائلاً.

أيها الإخوة! الخمر هي كما سماها الرسول صلى الله عليه وسلم أم الخبائث، وهي لا تجتمع هي والإيمان إلا أوشك أحدهما أن يخرج الآخر، ولذلك رأى الصحابة رضي الله عنهم أن يقيسوا حدها بحد القذف، وعقوبتها بعقوبة القذف؛ لأنه إذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، كما أخبر الصحابة، ولذلك فإن الأمة الإسلامية مطالبة أن تحارب هذه الفاحشة وهذه الجريمة العظيمة التي تجر وراءها جرائم كثيرة؛ فإن الإنسان إذا تناولها يفسد عقله، فيهبط إلى مستوى الحيوان، بل ربما ينزل عن مستوى الحيوان، وينسى العقل الذي يوجه الله تعالى إليه دائماً خطاب: (أفلا تعقلون) (أولوا الألباب) (لقوم يتفكرون).

ومن هنا يفقد الإنسان العقل والتفكير واللب حينما يتناول هذه الجريمة، وربما يقع على محارمه، وربما يقع على أمه، نسأل الله العافية والسلامة! ومن هنا فإني أدعو الأمة الإسلامية إلى أن تهتم اهتماماً كبيراً بخطر هذه الفاحشة وهذه الجريمة العظيمة، وإذا انتشرت دون أن يكون لها رادع منضبط انضباط حقيقياً فإن ذلك يؤذن بعذاب، ويؤدي إلى انتشارها في المجتمعات الإسلامية.

نسأل الله العافية والسلامة.