للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرمة شرب الدخان وحرمة انتهار الأم]

السؤال

هل شرب الدخان من سبل الانحراف؟ وإذا دخلت إلى البيت وأنت غضبان فكلمتك والدتك لترسلك إلى السوق -مثلاً- فنهرتها فهل هو حرام؟

الجواب

أما بالنسبة للدخان فقد ثبت ضرره طبياً واجتماعياً وأخلاقياً، ولذلك فإنه يعتبر من الفسق، وأنا لا أستطيع أن أقول: إنه محرم وأجزم بأنه محرم، ولكن من خلال أضراره التي نسمع عنها نستطيع أن نقول: بمقدار أضراره يكون محرماً.

فإذا كان فيه ضرر على الصحة فإن الله تعالى يقول: {وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء:٢٩]، ولذلك فإن الرجل الذي حز يده قال الله عز وجل: (عبدي بادرني بنفسه! حرمت عليه الجنة) وذلك عندما قتل نفسه، فإذا كان الدخان يؤدي إلى قتل النفس فإنه من أكبر المحرمات، وفيه خطر أيضاً أنه قد يكون سبباً للخلود في النار؛ لأن الله تعالى يقول: (حرمت عليه الجنة)، وهذا من باب الوعيد.

وعلى كل فهو من الفسق، وهو من أسباب الانحراف، ولربما يجر شرب الدخان إلى الشاب الحدث مصائب أكبر من شرب الدخان، بحيث يحتاج إلى شيء من المال فلربما يتنازل عن شرفه وعرضه، ولربما يخالط أراذل الناس بسبب شربه للدخان، ولذلك فإني أدعو الشباب إلى أن يبتعدوا عنه، وأن يتقوا الله.

أما بالنسبة للأم فإن الله تعالى حرم التأفف في وجهي الوالدين، فقال: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء:٢٣] و (أف) معناها تضجر، يعني: لا يجوز أن تتضجر في وجهيهما، فإذا طلبت منك حاجة كأن تذهب إلى السوق لمصلحة أو ما أشبه ذلك وليس هناك ضرر فإنك ملزم بطاعتها بقدر الاستطاعة، وهذا من البر؛ لأن البر معناه الطاعة للوالدين بالمعروف.