للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الخجل من إنكار المنكر]

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، أرى بعض الناس المسبلين وغيرهم من العصاة، ولكن لا أنصحهم؛ لأنني شديد الخجل، فهل علي إثم؟ وما علاج ذلك؟

الجواب

الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى) و (من) هنا اسم موصول من ألفاظ العموم، أي: جميع الناس (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه)، والمسألة ليست مسألة تخيير وإنما هي مسألة ترتيب، فإذا كان الإنسان يستطيع أن ينكر المنكر بيده فإنه مطالب بذلك، والله تعالى أعطى المسلمين قوة، كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} [الحديد:٢٥]، ثم قال بعد ذلك: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} [الحديد:٢٥]، فالقوة يجب أن تصحب الكتب السماوية.

ثانياً: إذا عجزت عن الإنكار بيدك فإنك مطالب بأن تنكر بلسانك، وإذا كان يمنعك الخجل فهذا خطأ كبير؛ لأن الحياء يجب أن يكون من المعصية لا من الطاعة، ومن هو الذي يخجل من أن يطيع الله عز وجل؟! بل المسلم مطالب بأن يستحيي من أن يفعل معصية، أما الطاعة فإنه لا يجوز أن يمنعك الخجل منها، والإنكار بالقلب لا يجوز أن نلجأ إليه في مثل هذه الفترة، ونحن -والحمد لله- نعيش في حكم إسلامي وفي دولة إسلامية لا تعارض الذين ينكرون المنكر، فإذاً أصبح الإنكار بالقلب لا مجال له في بلادنا.