للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أصحابه: - أي أصحاب الشافعي - فيغلظ عليه بإحضار المصحف، لأنه يشتمل على كلام الله تعالى وأسمائه.

قال ابن قدامة: " وهذا زيادة على ما أمر به رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في اليمين، وفعله الخلفاء الراشدون وقضاتهم من غير دليل ولا حجة يستند إليها، ولا يترك فعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لفعل ابن مازن ولا لغيره " المغني ١٠/ ٢٠٧.

تعجيل العقوبة في الدنيا للحالف كاذباً

يقول السائل: سمعت أنه من حلف يميناً يتعمد الكذب فيها، أن الله يعجل له العقوبة في الدنيا، فما قولكم في ذلك؟

الجواب: إن اليمين الكاذبة المتعمدة، والتي تؤكل بها أموال الناس وحقوقهم، من الكبائر ومن الأسباب الموجبة لدخول النار والعياذ بالله وعلى ذلك تدل الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمن ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) سورة آل عمران /٧٧.

ففي هذه الآية عقوبات لمن يحلف كاذباً متعمداً، ليأكل حقوق الناس وهي:

١. لا حظ له في الآخرة ولا نصيب له من رحمة الله.

٢. لا يكلمه الله سبحانه وتعالى كلام أنس ولطف.

٣. يعرض الله عنه يوم القيامة، فلا ينظر إليه بعين الرحمة.

٤. لا يطهر من الأوزار والذنوب.

٥. يعذبه الله عذاباً أليماً على ما ارتكب من المعاصي.

<<  <  ج: ص:  >  >>