للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكومتهم، ويكونوا على أقوى الأسباب لنيل السعادة في آخرتهم- فهذا كله شؤون لا علاقة لها بالتعليم، ولهذا لما اشتغلت بها الجمعية- زيادة على دروس رجالها لطلبة العلم- قال هذا المتقول المقول: أن الجمعية تداخلت في شؤؤن لا علاقة لها بالتعليم!

أما التعليم، كما يفهمه كل أحد، وكما جاء به الدين، وكما كان عليه سلف المسلمين، فهو نشر العلم لكل أحد، للكبير والصغير والمرأة والرجل: بحلق الدرس ومجالس الوعظ وخطب المنابر وبكل طريق موصل، وهذا ما اشتغلت به الجمعية وتوسلت بالطرق الموصلة إليه، ولن يستطيع الغراب ولا غيره أن يثبت عليها شيئا غير ذلك.

ولا نظنه يعني التعاليم المنافية للعلم إلا ما قامت به الجمعية من بناء وعظها وإرشادها على آيات القرآن العظيم وأحاديث النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ووصايا أئمة السلف، فإن هذا كله كان مهجورا في هذه الديار، بل وفي غير هذه الديار، فإذا كانت هذه هي التعاليم المنافية للعلم عنده فنحن نشهد الله وملائكته والناس أجمعين أن هذه هي التعاليم المنافية للجهل المغيضة لأهل الجهل الماحقة لكل جهل ودجل، وأنها هي هي مصدر الدين والعلم وكل خير وسعادة للبشر وأرغم الله أنف كل أفاك أثيم.

ثم يقول الغراب: إن هذه التعاليم مثيرة للأحقاد والتحزبات! ولقد صدق هنا وهو الكذوب، فقد أثارت علينا هذه التعاليم الأحقاد، وأي حقد أعظم من الحقد الذي أكل قلبه وقلب مثله حتى اعتدى علينا هذا الاعتداء العظيم، وافترى علينا هذا الإفك المبين، وكيف لا يحقد علينا الجهال الذين يعيشون على الجهل ونحن نحارب الجهل والمتعيشين عليه؟ وكيف لا يحقد علينا الذين يقولون للناس كونوا عبادا لنا بفنون من لسان المقال ولسان الحال، ونحن نقول للناس لا تكونوا عبادا إلا لله، وهم يقولون للناس، اعبدونا وارزقونا،

<<  <  ج: ص:  >  >>